[center]


[center]
[center]
[center]المطرودون عن حوض النبي



وردت أحاديث كثيرة في ذكر المطرودين عن حوضه – صلى الله عليه وسلم – وهي تحمل في طياتها تحذيرات من سلوك طريقهم، منها:
ما رواه البخاري عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال:سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم -، يقول:
( أنا فَرطُكُم – أي أتقدمكم - على الحوض فمن ورده شرب منه، ومن شرب
منه لم يظمأ بعده أبدا . ليردنَّ علي أقوامٌ أعرفهم ويعرفوني، ثم يحال
بيني وبينهم، فأقول: إنهم مني، فيقال: إنك لا تدري ما بدلوا بعدك، فأقول:
سحقاً سحقاً لمن بدل بعدي ) .

وما رواه البخاري أيضا عن أنس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:( ليردن علي ناس من أصحابي الحوض، حتى إذا عرفتهم، اختلجوا دوني، فأقول: أصحابي، فيقال لي: لا تدري ما أحدثوا بعدك ) .
ومنها ما رواه مسلم عن عائشة - رضي الله عنها – قالت:
سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يقول - وهو بين ظهراني أصحابه -:
( إني على الحوض، أنتظر من يرد علي منكم، فوالله ليقتطعن دوني رجال،
فلأقولن: أي رب مني ومن أمتي، فيقول: إنك لا تدري ما عملوا بعدك، ما زالوا
يرجعون على أعقابهم )

قال الإمام القرطبي في "التذكرة" :" قال علماؤنا - رحمة الله عليهم أجمعين -:
فكل من ارتد عن دين الله، أو أحدث فيه ما لا يرضاه الله، ولم يأذن به
الله، فهو من المطرودين عن الحوض المبعدين عنه، وأشدهم طردا من خالف جماعة
المسلمين، وفارق سبيلهم، كالخوارج على اختلاف فرقها، .. والمعتزلة على
أصناف أهوائها، فهؤلاء كلهم مبدلون، وكذلك الظلمة المسرفون في الجور
والظلم وتطميس الحق، وقتل أهله وإذلالهم، والمعلنون بالكبائر المستحفون
بالمعاصي، وجماعة أهل الزيغ والأهواء والبدع، ومنهم ناشري الفحشاء والمنكر
عبر القنوات التلفزيونية والسهرات الماجنة المختلطة والكاشفات العاريات
والراقصات أمام الملايين من الخلق والمغنيات وغيرهن، ثم البعد قد يكون في
حال، ويقربون بعد المغفرة، إن كان التبديل في الأعمال، ولم يكن في العقائد
"