كلمة في منهج الدعوة إلى الله الشيخ عبد الغني عوسات Ads468x60
العودة

تحت الأضواء



أهلا وسهلا بك إلى منتديات جيل التطوير.

يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.


كلمة في منهج الدعوة إلى الله الشيخ عبد الغني عوسات Ezlb9t10
كلمة في منهج الدعوة إلى الله الشيخ عبد الغني عوسات Ezlb9t10



 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  


آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ ارسال المشاركة
بواسطة
موقع النور والظلمة
معهد نجوم اف ام - Nogoum Fm Institute
طلب رجوع للفريق
أمانة في أعناق جميع المسؤولين ..
[هام] : مطلوب طاقم اشراف للمنتدى بمقابل مادي
شوربة البطاطس بالكريمة والمشروم
صينية البطاطس المشوية بالجبن الموزاريلا
خلطة توابل "السبع بهارات"
صينية المعكرونة بالبشاميل لايت
صينية البطاطس البوريه بالدجاج والمشروم
السبت ديسمبر 30, 2017 11:49 am
الأربعاء أكتوبر 07, 2015 7:33 am
الأحد ديسمبر 07, 2014 5:39 am
الأحد ديسمبر 07, 2014 5:26 am
الأحد نوفمبر 30, 2014 7:10 am
الثلاثاء نوفمبر 11, 2014 9:28 pm
الثلاثاء نوفمبر 11, 2014 9:25 pm
الثلاثاء نوفمبر 11, 2014 9:25 pm
الثلاثاء نوفمبر 11, 2014 9:23 pm
الثلاثاء نوفمبر 11, 2014 9:22 pm











شاطر|
 
بيانات كاتب الموضوع
كلمة في منهج الدعوة إلى الله الشيخ عبد الغني عوسات
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو نشيط
الرتبه:
عضو نشيط
الصورة الرمزية
 
لمست بنوتة

البيانات
الجنس الجنس : ذكر
مشآرڪآتي مشآرڪآتي : 279
 نقآطيّ ›› * نقآطيّ ›› * : 793
السٌّمعَة السٌّمعَة : 0
الانظمام الانظمام : 24/03/2013
العمر العمر : 26
 
 

 

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:

 

موضوع: كلمة في منهج الدعوة إلى الله الشيخ عبد الغني عوسات كلمة في منهج الدعوة إلى الله الشيخ عبد الغني عوسات Emptyالأحد مارس 24, 2013 8:25 pm












كلمة في منهج الدعوة إلى الله الشيخ عبد الغني عوسات Icon1
كلمة في منهج الدعوة إلى الله الشيخ عبد الغني عوسات













كلمة في منهج الدعوة إلى الله

الشيخ عبد الغني عوسات


إنَّه
لا يخفى على أحدٍ واقعُ المسلمين، وما وَصَلُوا إليه من الذُّلِّ
والصَّغَارِ، وفسادِ الأحوال المؤْذِنِ بالخرابِ والدَّمارِ، ممَّا لا يجدي
عدّ صور هذا الواقع دون معالجة جادَّة لهذا الوضع المرِيرِ.


وَلَعَلَّ
المرْءَ عندم يَنْظُرُ إلى النَّتِيجَةِ يقوده نظرُه إلى المقدِّمة التي
هي مخاضُها ومناطُها فالحكم على الشَّيْءِ فَرْعٌ عن تصوُّرِه ـ فيجد
السَّبب الرَّئيس الذي آلَ بالمسلمين إلى هذه الحالة المزْرِيَةِ، هو
ابتعادُهم عن كتاب الله تعالى، وعدمُ تمسُّكِهم بسنَّةِ المصطفى ـ عليه
الصَّلاة والسَّلام ـ وزهدُهم في اتِّباع منهج سَلفهم الصَّالح، وهو ما
أشار إليه نبيُّ هذه الأمّة ـ عليه الصَّلاة والسَّلام في هذا البيان
المعبَّر عنه بأصدق لسانٍ، حين قال: «إِذَا
تَبَايَعْتُمْ بِالعِينَةِ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ البَقَرِ، وَرَضِيتُمْ
بِالزَّرْعِ، وَتَرَكْتُمُ الجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللِه، سَلَّطَ اللهُ
عَلَيْكُمْ ذُلاًّ، ل يَنْزعُهُ عَنْكُمْ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى
دِينِكُمْ»
.(1)


وقال أيضًا ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «وَضُرِبَ(2) الذُّلُّ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي»،
فَبَلَغَ بذلك الذُّلُّ والهوانُ استغلالَ أهل الشِّرك والكفر لخيراتِ
المسلمين وسفْكَ دمائهم، وتدنيسَ أعراضهم، وانتهاكَ مقدَّساتِهم، حين
تَنَادَوْ عليهم مُؤْتَمِرِينَ وتداعوْا عليهم مُتَحَالِفِينَ، فلم تُغْنِ
عنهم كَثْرَتُهم شيئًا وذاقوا وبالَ أمرِهم وانقلبوا خاسِرينَ، وهو ما
أخبر عنه الصَّادق المصدوق صلى الله عليه وسلم ـ في قوله: «يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الأُمَمُ كَمَ تَدَاعَى الأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا»، فقال قائل: «أوَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذ؟» قال: «بَلْ
أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ
السَّيْلِ، وَلَيَنْزِعَنَّ اللهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ المَهَابَةَ
مِنْكُمْ، وَلَيَقْذِفَنَّ فِي قُلُوبِكُمُ الوَهن»
، قالوا: يا رسول الله! وما الوهنُ؟ قال: «حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ المَوْتِ».(3)


وبهذا
يُدركُ العاقلُ الأَرِيبُ أنَّ ذلك راجع إلى المسلمين أنفسِهم، وأنَّ
كلَّ ما أصابَ النَّاسَ من مصيبة فبِما كسبت أيديهم، قال تعالى:
﴿فَلَمَّا
نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ
السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُو بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ
يَفْسُقُونَ﴾
[الأعراف : 165]، وقال تعالى: ﴿وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ﴾
[الشورى : 30].

وقال ـ عليه الصَّلاة والسَّلام ـ: «مَا اخْتلج عِرْقٌ وَلاَ عَيْنٌ إِلاَّ بِذَنْبٍ، وَمَا يَدْفَعُ اللهُ عَنْهُ أَكْثَرُ».(4)

وإنَّ
ذوي النُّفوس الأبِيَّة مهما حلَّت بهم رَزِيَّةٌ أو ألمَّتْ بهم
رَدِيَّةٌ فإنَّهم يَسْعَوْنَ إلى إزالتِها بإرادةٍ قويَّةٍ وآمالٍ
سَنِيَّة وأعمال سُنِّيَّةٍ، وسُرعان ما يُمْعِنُونَ النَّظرَ ويُنْعِمُونَ
الفِكْرَ ويُحكِمُون السَّبْرَ لواقعهم، فيحاسبون أنفسَهم فَيُدْرِكُونَ
مواقع العِلَلِ ويهتدون إلى مواطنِ الزَّلَلِ، ويتنبهون إلى سببِ الخَلل،
قال تعالى:
﴿إِنَّ
اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا
بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ
وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ﴾
[الرعد : 11].

وعن الرَّسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنَّه قال: «إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ»، قالوا: فكيفَ لنَا يا رسُولَ الله؟ وكيفَ نصنعُ؟ قال: «تَرْجِعُونَ إِلَى أَمْرِكُمُ الأَوَّل»(5)،
وبذلك يعلمون أنْ لا مَنَاصَ مِنَ الواقع المزْرِي ولا خلاص مِنَ الوضع
المتَرَدِّي إلاَّ بإصلاح ما أُفسِد، وجَبْرِ ما انْكَسَر، وتَقويةِ ما
ضَعُف، وحُسنِ الرُّجوع إلى الحقِّ المبين، وصدقِ العودة إلى المنبَع
المَعين، وذلك هو سبيل القوَّة والتَّمكين، والخروجِ من هذا الوضعِ
المهِين، وذلك لا يتعلَّق ولا يتحقَّقُ إلاَّ بالإصلاح الصَّحيح القائمِ
على أسُسِهِ المتِينَةِ والمُنبَثق من مظانِّه المُبِينة.


قال العلاَّمةُ عبدُ الرَّحمنِ بنُ يَحْيَى المُعَلِّمِي اليَمَانِي: «قد
أَكْثَرَ العارفُون بالإسلام المخلصون له ـ من تَقْرِير أنَّ كلَّ ما وقع
فيه المسلمون من الضَّعف والخَوَر والتَّخاذل ـ وغيرِ ذلك من وجوه
الانْحِطَاطِ ـ إنَّما كان لبُعدهم عن حقيقة الإسلام.


وأرى أنَّ ذلك يرجعُ إلى أمُور:

الأول: الْتِبَاسُ ما ليس من الدِّين بما هو منه.

الثاني: ضَعْفُ اليَقِينِ بما هو من الدِّين.

الثالث: عدمُ العمل بأحكام الدِّين.

وأرى
أنَّ معرفةَ الآدابِ النَّبويَّة الصَّحيحةِ، في العبادات والمعاملات،
والإقامةِ والسَّفر، والمُعَاشَرَةِ والوَحْدَةِ، والحركةِ والسُّكونِ،
واليقظةِ والنَّومِ، والأكلِ والشُّرْبِ، والكلامِ والصَّمْتِ، وغيرِ ذلك
ممَّا يَعْرِضُ للإنسان في حياته، مع تَحَرِّي العملِ بما يَتَيَسَّرُ، هو
الدَّوَاءُ الوحيدُ لِتِلْكَ الأمراضِ، فإنَّ كثيرًا من تلك الآداب سَهل
على النَّفس، فإذا عمل الإنسانُ بما يسهُل عليه منه تاركًا لما يخالفُها لم
يَلْبَثْ ـ إنْ شاء الله تعالى ـ أن يَرْغَبَ في الازْدِيادِ، فعسى أن لا
تمضيَ عليه مدَّةٌ إلاَّ وقد أصبح قدوَةً لغيره في ذلك؛ وبالاهتداء بذلك
الهَدْيِ القَويم، والتَّخَلُّقِ بذلك الخُلُقِ العظيم ـ ولو إلى حدٍّ مَا
ـ يَسْتَنِيرُ القلبُ، ويَنْشَرِحُ الصَّدْرُ، وتطمئِنُّ النَّفْسُ،
فيَرْسَخُ اليقينُ ويَصْلُحُ العملُ.


وإذا كَثُرَ السَّالِكُونَ في هذا السَّبيل لم تَلْبَثْ تلك الأمراضُ أنْ تزولَ إن شاء الله».(6)

ولمَّا
كان الإصلاحُ بهذه المنزلة الرَّفيعة والمَهمَّة العظيمةِ، كان لِزَامًا
على من يُريد الإصلاحَ أن يكون على بصيرة من أمرهِ ومُتَحَلِّيًا في ذلك
بصفاته الجديرةِ، قال تعالى:
﴿قُلْ
هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ
اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾
[يوسف : 108]، ومُتَّسما في دعوتِه بما أمره به ربُّه حيث قال تعالى: ﴿ادْعُ
إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن
ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾
[النحل : 125].

قال العلاَّمةُ ابن باديس ـ رحمه الله ـ: «شرع
اللهُ لعباده ـ بما أنزلَ في كتابه، وما كان من بَيان رسولِه ما فيه
استنارةُ عقُولهم، وزكاءُ نفوسِهم واستقامةُ أعمالهم، وسمَّاه سبيلا؛
ليلتزمُوه في جميع مراحلِ سيرِهم في هذه الحيَاة؛ ليُفضِيَ بهم إلى الغايةِ
المقصودةِ، وهيَ السَّعادة الأبديَّةُ في الحياةِ الأُخرى؛ وأضافَه إلى
نفسِه ليَعلَمُوا أنَّه هو وَضعَهُ وأنَّه لا شيءَ يُوصِلُ إلى رضْوانِه
سِوَاه»
(7).


وإنَّ
على الدَّاعيةِ إلى الإصلاحِ على عِلمٍ وبَصيرةٍ أن يجعلَ نصبَ
عَيْنَيْهِ جهودَ الأوَّلين فإنَّه كانت غيرَ قَصِيرَةٍ، وكانت آثَارُها
غَزِيرَةً، وعلى رأسِهم الأنبياءُ الَّذين في نهجِهم الحكمةُ والعقلُ،
والعصمةُ من الزَّلَلِ، وكان شعارُهم في ذلك ﴿إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ﴾[هود
: 88]، وتبَعًا لهم الصَّحابةُ ـ رضوان الله عليهم أجمعين ـ فقد كانوا
على الإصلاح حَرِيصِينَ وعلى الصَّلاح ثَابِتِينَ، ويليهم من اتَّبَعَهُمْ
فيه بإحسان إلى يوم الدِّين من الَّذين يَصْلُحُون إذا فَسَد النَّاسُ،
والذين يُصْلِحُون ما أفسَدَ النَّاسُ.


فلابدَّ
إذًا من منهج سديدٍ وطريق رشيدٍ يَتَّبِعُهُ كلُّ مَنْ يريدُ الإصلاحَ لا
يَزِيغُ عنه ولا يَحِيدُ، وهو ما كان مُنْضَبِطًا في ذاته وضَابِطًا
لغيره، ولقد قال الإمام مالك بنُ أنسٍ ـ إمامُ دارِ الهجرة وإمامُ عِلْمٍ
وهُدَى ـ كلمةً ذهبيَّةً مُذَكِّرً المُصلِحين بأنْ لا سبيل للصَّلاح
والإصْلاح إلاَّ إذا كان على سبيل الصُُّلاَّح، فقال ـ رحمه الله ـ: «وَمَا لَمْ يَكُنْ يَوْمَئِذٍ دِينًا لاَ يَكُونُ اليَوْم دِينًا، وَلَنْ يصلح آخر هذه الأمَّةِ إلاَّ بما صلح به أوَّلها».(Cool


وعَقيبَ هذه الكلمةِ القويَّة قال الإمامُ محمَّد البشير الإبراهيمي متعلِّقا بمَبناها ومُعلِّقا على معناها: «جملةٌ
إن لم تكن من كلامِ النُّبوَّة فإنَّ عليها مَسحةً من النُّبوَّة،
ولمحَةً من روحها، ووَمضَةً من إشراقها؛ والأمَّةُ المشارُ إليها في هذه
الجملةِ أمة محمَّدٍ ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وصلاحُ هذه الأمة شيءٌ ضُربت
به الأمثال، وقُدِّمت عليه البراهين، وقام غائبُه مقامَ العَيان،
وخَلَّدته بطونُ التَّواريخ، واعترفَ به الموافقُ والمخالفُ، ولهج به
الرَّاضي والسَّاخط، وسجَّلته الأرض والسَّماء، فلو نطقت الأرض لأخبَرت
أنَّها لم تَشهد ـ منذ دَحْدَحها الله ـ أمَّةً أقومَ على الحقِّ وأهدى به
من أوَّلِ هذه الأمَّة، ولم تشهد منذ دَحدحها الله مجموعةً من بني آدم
اتَّحدت سَرائرُها وظواهرُها على الخير مثلَ أوَّل هذه الأمَّة، ولم تشهد
منذُ دَحدحها الله قومًا بدأوا في إقامة قانُون العدلِ بأنفسهم، وفي إقامة
شِرْعَة الإحسان بغيرِهم مثلَ أوَّل هذه الأمَّة، ولم تشهد منذُ أنزل
الله إليه آدمَ وعَمَرَها بذريَّتِه مثالا صحيحًا للإنسانيَّة الكاملةِ
حتَّى شهدته في أوَّلِ هذه الأمَّة، ولم تشهد أمَّةٌ وحَّدَتِ اللهَ
فاتَّحدَت قُوَاها على الخير قبلَ هذه الطَّبقة الأولى من هذه الأمَّة
».(9)


فهو
منهجٌ إذًا تَمتَدُّ أُصُولُه إلى الصَّدر الأوَّل وتَنْبعُ جذورُه مما
قَرَّرَهُ العلماء الرَّبَّانِيُّونَ على مدار القُرُونِ، لا يَتَغَيَّرُ
بتغيُّر الزَّمان والمكان، مهما تباعدتِ الأمْصَارُ وتقادمتِ الأعصارُ،
فكانت قاعدةً جامعةً ومقالةً نافعةً: «نقتَدِي ولا نبتَدِي، نَتَّبِعُ ولا نَبْتَدِعُ»، فإنَّ منهج السَّلف حجَّةٌ على الخلَفِ، قال عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ: «من
كان مُتَأَسِّيً فَلْيَتَأَسَّ بأصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
فإنَّهم كانوا أبرَّ هذه الأمَّة قلوبًا، وأعمقَها علمًا، وأقلَّها
تكلُّفًا، وأقومَها هَدْيًا، وأحسنَها حالاً؛ قومٌ اختارَهُم الله لصُحبَةِ
نَبِيِّهِ، وإقامةِ دينهِ، فاعرفوا لهم فضلهم، واتَّبعوهم في آثارهم،
فإنَّهم كانوا على الهدى المستقيم
»(10)، ولتأكيد ذلك في أذهان النَّاس وتقريره، قال الإمام الأوزاعي ـ رحمه الله ـ مقولةً مشهورةً في تعبيره: «اصبرْ
نَفْسَك على السُّنَّةِ، وَقِفْ حيث وَقَفَ القومُ، وقُلْ بما قالوا،
وكفَّ عما كفُّوا، واسلكْ سبيلَ سلفِك الصَّالحِ، فإنَّه يَسَعُك ما
وَسِعَهم
».(11)


ولعل
القارئَ إذا أنعم النَّظرَ في دعوة الرُّسُل عليهم صلوات الله أجمعين،
يجدُها ثابتةً غير متغيِّرة على اختلاف الزَّمان والمكان وحالِ الأقوام
الذين أُرْسِلُوا إليهم وطولِ الفترة بين الرُّسل، فلم يتغيَّر أساسُ
الرِّسالةِ ونقطةُ البدايةِ في الدّعوة والإصلاح ولو مرَّةً واحدة، وإنَّما
قامت جميع الرِّسالات بالدَّعوة إلى إفراده سبحانه بالعبادة، قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ﴾[النحل : 36]، وقال لنبيِّه ـ صلى الله عليه وسلم ـ مخبرًا إيَّاه بما أُرسِل من سبقه في الميدان والبَيَان: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾[الأنبياء
: 25]، فإنَّ الله تعالى العليم الحكيم اللَّطيف الخبير، العليم بأحوال
عباده والخبير بما يليق ويصلح لهم في كلِّ حال قد اختار هذا لجميع
الأوَّلين بدايةً بالمرسلين وكذلك المُرْسَلِ إليهم، فأَمَرَهُم أن يكونوا
لهم من المتَّبِعين.


فليس
لأحدٍ من البَشَرِ أن يغيِّرَه باختياره لنفسِه أو لغيرِه طريقًا وصراطًا
ومنهجًا للإصلاح غير هذ الطَّريق بدَعْوى «تغيِّر الظُّروف» أو «اختِلافِ
المَطالبِ» وغيرِ ذلك من المسوِّغات الوَهْمِيَّة والمبرِّرَات غيرِ
الشَّرْعِيَّة، قال تعالى: ﴿وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ
مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ
الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ
مَصِيراً
﴾[النساء : 115]. ويا دُعاة الإصلاح! اتَّبعوا ولا تبتدعوا فقد كُفِيتُمْ.


أمَّا
مجالات الإصلاح التي ينبغي للمصلح أن يعتنيَ بها في دعوته ورسالته
فإنَّها كثيرةٌ متعدِّدَةٌ تَعَدُّدَ ما دَخَلَ على أصولِ الدِّين وفروعِه
من محدثات وتحريفات في مختلف المجالات بدءًا بالعقيدة والسُّنَّة والفقه
والدَّعوة والسُّلوك وغيرها، والله المستعان وعليه التكلان.


---

(1)رواه أبو داود والبيهقي وأحمد وغيرهم من رواية ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ، راجع: «السلسلة الصحيحة»(11).

(2) وفي رواية: «وجعل الذل...»، رواه أحمد (2/50، 92) عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ، انظر: «إرواء الغليل» (1269).

(3) رواه أبو داود وأحمد وغيرهما عن ثوبان ـ رضي الله عنه .

(4) «صحيح الجامع .(5521) «

(5) رواه الطبراني في «الكبير» و«الأوسط»، عن أبي واقد الليثي؛ وهو حديث حسن؛ «الصحيحة» (3165).

(6) في مقدمته على «فضل الله الصمد» (1/17).

(7)
«الدُّررُ الغاليةُ في آداب الدَّعوة والدَّاعية» (25 ـ 26) للإمام ابن
باديس رحمه الله .(Coolرواه عنه ابن الماجشون، كما ذكرها الشاطبي في
«الاعتصام».


(9)
هذه الكلمات طليعة حديث كان ألقاه الشيخ البشير الإبراهيمي بدار الإذاعة
في بغداد واختص به مجلة «الأخوة الإسلامية»، (العدد 1/22 نوفمبر 1952)، ثم
نقلته «البصائر»، (العدد 5/20 فيفري 1953) ويمكننا قراءة الحديث كاملا في
«آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي» (4/93-95).


(10) رواه ابن عبد البر في «جامع بيان العلم وفضله» (1810).

(11) الآجري في «الشريعة» (1/58)
منقول
























عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تحاسدوا ، ولا تناجشوا ، ولا تباغضوا ، ولا تدابروا ، ولا يبع بعضكم على بيع بعض ، وكونوا عباد الله إخوانا ، المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ، ولا يخذله ، ولا يكذبه ، ولا يحقره ، التقوى هاهنا - ويشير إلى صدره ثلاث مرات - بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام : دمه وماله وعرضه رواه مسلم .














التوقيع كلمة في منهج الدعوة إلى الله الشيخ عبد الغني عوسات Tabs_user

المواضيع كلمة في منهج الدعوة إلى الله الشيخ عبد الغني عوسات Tabs_threads
















كلمة في منهج الدعوة إلى الله الشيخ عبد الغني عوسات Quoteإقتباس




كلمة في منهج الدعوة إلى الله الشيخ عبد الغني عوسات Multiquote_offمتعدد




كلمة في منهج الدعوة إلى الله الشيخ عبد الغني عوسات Quick_replyرد سريع


























 الموضوع الأصلي : كلمة في منهج الدعوة إلى الله الشيخ عبد الغني عوسات //   المصدر : منتديات جيل التطوير // الكاتب: لمست بنوتة



لمست بنوتة ; توقيع العضو



المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كبار الشخصيات
الرتبه:
كبار الشخصيات
الصورة الرمزية
 
younes mer

البيانات
الجنس الجنس : ذكر
مشآرڪآتي مشآرڪآتي : 1447
 نقآطيّ ›› * نقآطيّ ›› * : 2333
السٌّمعَة السٌّمعَة : 0
الانظمام الانظمام : 10/12/2012
العمر العمر : 30
 
 

 

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
http://etuddz.7olm.org

 

موضوع: رد: كلمة في منهج الدعوة إلى الله الشيخ عبد الغني عوسات كلمة في منهج الدعوة إلى الله الشيخ عبد الغني عوسات Emptyالإثنين مايو 06, 2013 10:58 pm







كالعادة ابداع رائع

وطرح يستحق المتابعة

شكراً لك

بانتظار الجديد القادم
دمت بكل خير
















 الموضوع الأصلي : كلمة في منهج الدعوة إلى الله الشيخ عبد الغني عوسات //   المصدر : منتديات جيل التطوير // الكاتب: younes mer



younes mer ; توقيع العضو



المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو نشيط
الرتبه:
عضو نشيط
الصورة الرمزية
 
ترخصلك الروح |~

البيانات
الجنس الجنس : ذكر
مشآرڪآتي مشآرڪآتي : 227
 نقآطيّ ›› * نقآطيّ ›› * : 263
السٌّمعَة السٌّمعَة : 0
الانظمام الانظمام : 23/09/2011
 
 

 

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:

 

موضوع: رد: كلمة في منهج الدعوة إلى الله الشيخ عبد الغني عوسات كلمة في منهج الدعوة إلى الله الشيخ عبد الغني عوسات Emptyالثلاثاء مايو 07, 2013 8:57 pm






كالعادة ابداع رائع

وطرح يستحق المتابعة

شكراً لك

بانتظار الجديد القادم
دمت بكل خير
















 الموضوع الأصلي : كلمة في منهج الدعوة إلى الله الشيخ عبد الغني عوسات //   المصدر : منتديات جيل التطوير // الكاتب: ترخصلك الروح |~



ترخصلك الروح |~ ; توقيع العضو



المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو نشيط
الرتبه:
عضو نشيط
الصورة الرمزية
 
imad max

البيانات
الجنس الجنس : ذكر
مشآرڪآتي مشآرڪآتي : 261
 نقآطيّ ›› * نقآطيّ ›› * : 269
السٌّمعَة السٌّمعَة : 0
الانظمام الانظمام : 09/06/2013
العمر العمر : 26
 
 

 

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:

 

موضوع: رد: كلمة في منهج الدعوة إلى الله الشيخ عبد الغني عوسات كلمة في منهج الدعوة إلى الله الشيخ عبد الغني عوسات Emptyالخميس يونيو 13, 2013 9:05 pm






آڹچآڒٍ رآئع ۅمٍۅآضۑع مٍمٍۑڒٍ ۅآبډآع رآقۑ


ڛڵمٍٺ ۅڛڵمٍٺ آڵآۑآډۑ آڵٺۑ ڜآرڪٺ ۅڛآھٍمٍٺ ڣۑ ھٍڏآ آڵطرح آڵچمٍۑڵ

بآرڪ آڵڵھٍ بڪ ۅڵآ ٺحرمٍڹآ مٍڹ آبډآعآٺڪ ۅٺمٍۑڒٍڪ آڵمٍٺۅآڝڵ


ۅآڝڵ ڣۑ ڪڵ مٍآ ھٍۅ چډۑډ ۅمٍڣۑډ ڵډۑــــــــــــــڪ


ڣڹحڹ بآڹٺظآر چډۑډڪ آڵرآئع ۅآڵچمٍۑــــــڵ


ڪۅچۅډڪ آڵمٍٺۅآڝڵ ۅآڵچمٍۑڵ مٍعڹآ
















 الموضوع الأصلي : كلمة في منهج الدعوة إلى الله الشيخ عبد الغني عوسات //   المصدر : منتديات جيل التطوير // الكاتب: imad max



imad max ; توقيع العضو



المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كبار الشخصيات
الرتبه:
كبار الشخصيات
الصورة الرمزية
 
KiShO

البيانات
الجنس الجنس : ذكر
مشآرڪآتي مشآرڪآتي : 1565
 نقآطيّ ›› * نقآطيّ ›› * : 1621
السٌّمعَة السٌّمعَة : 0
الانظمام الانظمام : 10/07/2013
العمر العمر : 27
 
 

 

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:

 

موضوع: رد: كلمة في منهج الدعوة إلى الله الشيخ عبد الغني عوسات كلمة في منهج الدعوة إلى الله الشيخ عبد الغني عوسات Emptyالخميس يوليو 25, 2013 7:27 pm






شكراً لموضوعك
















 الموضوع الأصلي : كلمة في منهج الدعوة إلى الله الشيخ عبد الغني عوسات //   المصدر : منتديات جيل التطوير // الكاتب: KiShO



KiShO ; توقيع العضو



المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مميز
الرتبه:
عضو مميز
الصورة الرمزية
 
Volcano

البيانات
الجنس الجنس : ذكر
مشآرڪآتي مشآرڪآتي : 529
 نقآطيّ ›› * نقآطيّ ›› * : 661
السٌّمعَة السٌّمعَة : 0
الانظمام الانظمام : 07/11/2013
العمر العمر : 34
•احترام قوانين المنتدى•| •احترام قوانين المنتدى•| : 100%
 
 

 

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:

 

موضوع: رد: كلمة في منهج الدعوة إلى الله الشيخ عبد الغني عوسات كلمة في منهج الدعوة إلى الله الشيخ عبد الغني عوسات Emptyالخميس نوفمبر 14, 2013 6:58 pm






شكرا لك
















 الموضوع الأصلي : كلمة في منهج الدعوة إلى الله الشيخ عبد الغني عوسات //   المصدر : منتديات جيل التطوير // الكاتب: Volcano



Volcano ; توقيع العضو



المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو نشيط
الرتبه:
عضو نشيط
الصورة الرمزية
 
**saad**

البيانات
الجنس الجنس : ذكر
مشآرڪآتي مشآرڪآتي : 202
 نقآطيّ ›› * نقآطيّ ›› * : 228
السٌّمعَة السٌّمعَة : 0
الانظمام الانظمام : 17/11/2012
العمر العمر : 28
 
 

 

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:

 

موضوع: رد: كلمة في منهج الدعوة إلى الله الشيخ عبد الغني عوسات كلمة في منهج الدعوة إلى الله الشيخ عبد الغني عوسات Emptyالخميس نوفمبر 14, 2013 6:59 pm






يسللممووو
















 الموضوع الأصلي : كلمة في منهج الدعوة إلى الله الشيخ عبد الغني عوسات //   المصدر : منتديات جيل التطوير // الكاتب: **saad**



**saad** ; توقيع العضو



كلمة في منهج الدعوة إلى الله الشيخ عبد الغني عوسات

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

مواضيع مماثلة

-
» من ذكريات الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله
» هل الدعوة بالسيف تنسخ الدعوة بالكلمات
» هل تريد ان تكون تحت ظل عرش الرحمن وتكون عاى منابر من نور بسم الله الرحمن الرحيم أخرج الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم - : ( إن الله يقول يوم القيامة : أين المتحابون بجلالي ؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم
» من أقوال الشيخ الشيخ محمد حسان
» غيرة كلب ونصرته لرسول الله صل الله عليه وسلم ونحن الله المستعان !!

مواضيع ذات صلة


الكلمات الدليلية (Tags)
http://www.a7larabnet.a7larab.net منتديات جيل التطوير

الــرد الســـريـع
..

هام جداً: قوانين المساهمة في المواضيع. انقر هنا للمعاينة
الرد السريع

خــدمات المـوضـوع
 KonuEtiketleri كلمات دليليه
كلمة في منهج الدعوة إلى الله الشيخ عبد الغني عوسات , كلمة في منهج الدعوة إلى الله الشيخ عبد الغني عوسات , كلمة في منهج الدعوة إلى الله الشيخ عبد الغني عوسات ,كلمة في منهج الدعوة إلى الله الشيخ عبد الغني عوسات ,كلمة في منهج الدعوة إلى الله الشيخ عبد الغني عوسات , كلمة في منهج الدعوة إلى الله الشيخ عبد الغني عوسات
 KonuLinki رابط الموضوع
 Konu BBCode BBCode
 KonuHTML Kodu HTMLcode
إذا وجدت وصلات لاتعمل في الموضوع او أن الموضوع [ كلمة في منهج الدعوة إلى الله الشيخ عبد الغني عوسات ] مخالف ,, من فضلك راسل الإدارة من هنا






الوقت/التاريخ الآن هو السبت نوفمبر 23, 2024 12:39 pm.