[center]التربية الإيمانية للطفل وتأثيرها في مرحلة الشباب.

بعد الأختيار السليم لكلا الزوجين , أهتم الإسلام بالطفل منذ بداية قدومه إلى الدنيا .

*****

الإهتمام بالرضاعة الفطرية

قال تعالى :

وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ
أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ
وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ
..233 سورة البقرة

وقد ثبت علميا أهمية الرضاعة من الأم وأنها أفضل بكثير من اللبن الصناعي....

فوائد الرضاعة الفطرية

تجنب الرضاعة من الأم الأطفال كل من داء الربو، الأكزيما التأبتية، الاٍصابة بحساسية الأنف، الحساسية من بروتينات حليب الأبقار..

تخفيض نسبة الأصابة بالسرطان عند الأطفال والبالغين الذين استفادو من رضاعة الأم..
نمو جيد للفك وتفادي النمو غير العادي للأسنان ..

أما عند الأم فيؤدي الاٍرضاع الطبيعي إلى :

اٍستمرارية اٍفراز هرمونات الحمل
رفع نسبة أوكسيتوسين الذي يؤدي إلى تقلص الرحم بعد الولادة ويخفض من النزف بعد الولادة...

البرولاكتين الذي يعمل على اٍدرار الحليب له تأثير منوم على الأم والرضيع ....

يساعد الأم على اٍستعادة وزن ماقبل الحمل وذلك باستهلاك مخزون الغداء لديها ...

******

التربية الإيمانية للطفل

التنشئة في رحاب الصلة بالله تعالى ,
حيث يؤمر الطفل بالصلاة في عمر سبع سنوات , لقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع .
الراوي: جد عمرو بن شعيب - المصدر: سنن أبي داود - الصفحة أو الرقم: 495

وبذلك ينمو الأولاد على الفطرة النقية وهي حب الله ورسوله , والمحافظة على الصلة بالخالق المنعم ..
فحين تأتي مرحلة الشباب تأتي على طهارة النشئة نقية عفيفة ..

وتصور معي - جيل من شباب الأمة نشأ على هذه التربية ماذا يكون حالنا ؟

أيكون هناك شباب مدخن ؟
أيكون هناك شباب يشرب الخمر والمخدرات ؟
أيكون هناك شباب منحرف أخلاقيا ؟
أيكون هناك شباب يقترف الفاحشة ؟
أيكون هناك شباب قاطعا للطريق للسرقة والقتل ؟

يستحيل , فالإيمان هو سياج الأمان للإنسان ..

قال تعالى في سورة الكهف :

إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى – 13

أي: بسبب أصل اهتدائهم إلى الإيمان، زادهم الله من الهدى، الذي هو العلم النافع، والعمل الصالح، كما قال تعالى:
ويزيد الله الذين اهتدوا هدى – 76 مريم

*********

العدل بين الأبناء

أمرنا الرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالعدل بين الأبناء ,
ورد أن صحابيا سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال :

إني أعطيت ابني من عمرة بنت رواحة عطية ، فأمرتني أن أشهدك يا رسول الله ،
قال : أعطيت سائر ولدك مثل هذا . قال : لا ، قال : فاتقوا الله واعدلوا
بين أولادكم . قال : فرجع فرد عطيته .

الراوي: النعمان بن بشير المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2587
خلاصة الدرجة: صحيح

*********

تدريب الأبناء السباحة والرمي

علموا بنيكم السباحة والرمي ...
المصدر: مختصر المقاصد للزرقاني - الصفحة أو الرقم: 658

*********

وعلى رأس العناية بالطفل تحريم قتل الأولاد

قال تعالى في سورة الإسراء :

وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْءًا كَبِيرًا - 31

وهذا من رحمته تعالى بعباده , فهو أرحم بهم من والديهم، فسبحان الله الرحيم بنا ,
فنهى الوالدين أن يقتلوا أولادهم خوفا من الفقر والإملاق وتكفل برزق الجميع ....
وأخبر أن قتلهم كان خطأ كبيرا أي : من أعظم كبائر الذنوب لزوال الرحمة من
القلب والتجرؤ على قتل الأطفال الذين لم يجر منهم ذنب ولا معصية.

وكان تحريم قتل الأولاد هنا الخوف من الفقر واحتمال وقوعه مع كثرة الأولاد ,
وجاء التحريم في سورة الأنعام سابقا في حالة الفقر الفعلي للأبوين .

وبذلك يكون التحريم في كل الحالات سواء الفقر الفعلي أو الخوف من وقوعه.

قال تعالى :

وَلا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ..151 الأنعام

أي: بسبب الفقر وضيقكم من رزقهم، كما كان ذلك موجودا في الجاهلية القاسية الظالمة.

فقد تكفل الله تعالى برزق الجميع، فلستم الذين ترزقون أولادكم، بل ولا أنفسكم،
فقد أمرنا الله تعالى بعدم قتلهم بسبب الفقر , فإن الذي خلقنا هو الذي يرزقنا وإياهم , والذي يتصور غير ذلك ليس بمؤمن.

وورد في الحديث الشريف: عن عبادة بن الصامت قال :

بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في رهط ،
فقال : أبايعكم على أن لا تشركوا بالله شيئا ، ولا تسرقوا ، ولا تزنوا ،
ولا تقتلوا أولادكم ، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم ، ولا
تعصوني في معروف ، فمن وفى منكم فأجره على الله ، ومن أصاب من ذلك شيئا
فأخذ به في الدنيا فهو له كفارة وطهور ، ومن ستره الله فذلك إلى الله : إن
شاء عذبه وإن شاء غفر له ...

الراوي: عبادة بن الصامت - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7468
خلاصة حكم المحدث صحيح ..

وورد في الحديث الشريف: عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم
ولا تدعوا على خدمكم ولا تدعوا على أموالكم لا توافقوا من الله تبارك
وتعالى ساعة نيل فيها عطاء فيستجيب لكم ...

الراوي: جابر بن عبدالله الأنصاري المحدث: أبو داود - المصدر: سنن أبي داود - الصفحة أو الرقم: 1532


وهذه الحقوق للطفل سبقت كل قوانين العالم, بل نرى الأن وفي ظل الحضارة
الحديثة بيع الأطفال علنا جهارا نهارا في بعض البلدان وذلك بسب الفقر.

وتتنوع المجتمعات الإنسانية من حيث العناية بالثروة البشرية.
فهناك بلدان إهتمت بالثروة البشرية وجعلتها سببا في التنمية والبناء .
وهناك بلدان تعاني من نقص السكان كما هو الحال في بعض البلدان الأوربية
ولكنها تهتم بالعناية بالإنسان من حيث الصحة والتعليم بمستويات عالية ....

أما البلدان التي تعاني من التكدس السكاني والمعانة من عدم توفير الخدمات
اللازمة من مرافق ومدارس ومستشفيات , فهذا لا يرجع لكثرة النسل ولكن يرجع
لعدم إستغلال هذه الثروة البشرية وتوظيفها في مشاريع عملاقة , مثل إنشاء
المدن الجديدة واستصلاح الأراضي الزراعية والثروة الحيوانية وإنشاء اساطيل
للصيد , وتشيد مصانع تستوعب هذه العمالة البشرية المتوفرة...

كما تقوم بعض البلدان الأسيوية بتدريب الأيدي العاملة وتصديرها للبلاد
الغنية لتعود بثروات طائلة , وبذلك تعتبر الثروة البشرية موردا هاما لمن
يحسن إستخدامها ...

وبهذا ندرك عناية الإسلام بالأطفال الذين هم بهجة الحاضر وشباب المستقبل ...

*********