[center][size=21]بسم الله الرحمن الرحيم
تقول.......أريد أن أتوب ولكن ..!!


إنا عندما أفكر بالذنوب والمعاصي التي فعلتها في الماضي فلا أحصي
عددها عندما أفكر بهذا الكم الهائل من المعاصي التي اقترفتها
أتسأل هل رحمة الله عز وجل تمحو هذه الأشياء !!!تقول أنا عملت أشياء عظيمة جداً، كيف يغفر الله هذه كلها؟
معقول أن الله يغفر هذه كلها !!
فهذا يكون حاجزاً في نفسها يمنعها من التوبة.
لذا تقول ...



وآخرى مسلمة مستقيمة سلكت سبيل الاستقامة فترة من الزمن
ثم عملت معصية، فتقول في نفسها:
الله عز وجل سيغفر لي أنا الداعية إلى الله والمستقيمة على شرعه
ظللت فترة من الزمن أدعوا إليه،ولآن وقعت !!!
هل يعقل أن هذه العثرة يمكن أن أنهض منها؟؟
هل يتجاوز الله عني؟.... وأنا التي أعلم الناس وأنا التي أدعو
الناس إلى التوبة وأدعو الناس إلى ترك الذنوب وأنبههم على خطورة
الفواحش والكبائر..
والآن أنا وقعت، أهذا معقول؟
أنا التي علمت وفقهت أكثر من غيري أمعقول أن يقبل الله مني توبتي؟
فتستبعد القبول، وربما يتزايد الانحراف وتترك الطريق بالكلية.
فالبعض لديها يأس من رحمة الله وأن الله قد كتبها في عداد أهل
النار ولا محالة هكذا تظن!!!!!
تيأس من رحمة الله
فهي تقول ...

أصبح لدى كثير من الناس جهل كبير بحقيقة التوبة وشروطها وآدابها
واقتصارهم على ترديدها باللسان دون أن يكون لها اثر في الجنان
والكيان كما قيل ( توبة الكذابين على أطراف ألسنتهم )
أي يقولون : نستغفر الله ونتوب إليه وهم مصرون على
المعصية ..
وقد يتبادر إليك أمر التوبة ...ولكن قد تقول:

.√ فها نحن نطرح لك حلاً لما تريد √.
1ـ ماهي التوبة ؟
قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ التوبة هي رجوع العبد إلى الله ومفارقته لصراط المغضوب عليهم ولا الضالين .
قال الجرجاني : والتوبة في الشرع الرجوع عن الأفعال المذمومة إلى الممدوحة .
2ـ لماذا الحديث عن التوبة مهم ؟
_ لجهل كثير من الناس بحقيقة التوبة .
_ لا بد للعبد من التوبة وإلا كان ظالماً لنفسه جاهلاً لنفسه جاهلاً بربه .
_ أمر الله بها وكرر ذكرها في كتابه ( سبعة وثمانين مرة ) .
_ لأن لها منزلة عند الله .. منزلة ليست لغيرها من الطاعات ولهذا يفرح سبحانه بتوبة عبده حين يتوب إليه .
_ ضرورة استصحاب التوبة في جميع مراحل التربية وأهمية التعبد بها في كل الأحوال عند تقصير العبد وعند طاعته وعند إحسانه
وعند إساءته .
3ـ لكل عبادة شروط فما هي شروط التوبة ؟
1ـ الإخلاص .
2ـ الندم على الذنب .
3ـ الإقلاع عنه في الحال .
4ـ العزم على عدم العودة إليه في المستقبل .
5ـ أن تكون قبل زمن انقطاع التوبة
( وهي الغرغرة أو طلوع الشمس من مغربها ) .
6ـ إذا كان الذنب في حق العباد لا بد من التحلل ورد المظالم .
4ـ ما حكم التوبة ؟
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ
التوبة نوعان : واجبة ومستحبة
فالواجبة : هي التوبة من ترك مأمور أو فعل محظور وهذه واجبة
على جميع المكلفين كما أمرهم الله بذلك في كتابه وعلى ألسنة رسله .
والمستحبة : هي التوبة من ترك المستحبات وفعل المكروهات
· فمن اقتصر على التوبة الأولى ( الواجبة ) كان من الأبرار
المقتصدين .
· ومن تاب التوبتين كان من السابقين المقربين
· ومن لم يأت بالأولى كان من الظالمين
5ـ الأمور التي نتوب منها ؟
1ـ التوبة من الكفر والشرك
2ـ التوبة من الكبائر
3ـ التوبة من الصغائر
4ـ التوبة من التقصير عن درجات الكمال الإنساني
5ـ التوبة من الغفلات عن الله والاشتغال بغير مراقبته
6ـ أيهما أولى الوقاية من الذنوب أم طلب التوبة ولماذا ؟
الوقاية من الذنوب والسلامة من الآثام خير من طلب التوبة ولهذا..
قال الحسن البصري ـ رحمه الله ـ ( يا ابن آدم : ترك الخطيئة أيسر من
طلب التوبة ) وذلك لأنه ربما لا يوفق لها وإذا وفق وتاب فإنها ربما لا تقبل
والسلامة خير مغنم )
7ـ لماذا لا نتوب ؟
لماذا ينقض بعضنا توبته من الذنب ويرجع إليه مرة أخرى ؟
لماذا لا يطول زمن توبة بعضنا إلا قليلاً , حتى يعاوده الحنين إلى ذنبه فينكص إليه ؟
لماذا استقام بعض التائبين على توبتهم وصلح حالهم في الوقت الذي تذبذب
فيه آخرون , فمرة يتوب وأخرى يعود ؟
إن الإجابة على مثل هذه الأسئلة ومثيلاتها التي ربما ترددت في قلوب
الكثيرين منا تكمن في معرفة بواعث التوبة وأسباب استدامتها .
8ـ ما بواعث التوبة وأسباب استدامها ؟
1ـ معرفة حقيقة التوبة : لا بد حتى يستقيم العبد على توبته حقاً وتقوى
أركانها في قلبه صدقاً أن يعرف حقيقتها ويظهر عليه آثارها , من ندم
وحسرة على ما مضى , وعزم وإرادة للاستدراك فيما بقي ..
وكم من التائبين من لا يعرفون من التوبة إلا استغفاراً باللسان فقط .
2ـ استشعار عواقب الذنوب : ذكر ابن القيم جملة من عقوبات المعاصي
وآثار الذنوب ( كتاب الداء والدواء لابن القيم ) .
ومن عيوب المعاصي :
· أن العبد إذا عمل السيئة فقد اسخط خالقه على نفسه
وهو قادر عليه في كل وقت .
· أنه أدنى له أبغض الخلق وهو إبليس .
· يتباعد عن الجنة ويقترب من النار .
· أشهد على نفسه الأرض والليل والنهار .
· أذى أصحابه الذين لا يؤذونه وهم الحفظة .
3ـ قراءة القرآن وتدبره .
4ـ الدعاء .. إن من أعظم أسباب التوفيق للتوبة والديمومة عليها
سؤال الله إياها فإن التائب حقاً من وفق لها وتقبلها منه وثبته عليها .
5ـ معرفة عظمة الخالق .. لا بد من معرفة قدرته وشدة بطشه وعظيم
سلطانه لهذا قال السلف ( لا تنظر إلى صغر الخطيئة ولكن انظر إلى عظمة من عصيت ) .
6ـ تذكر الموت وفجأة نزوله .
7ـ معرفة أن الخطأ صفة في الإنسان فكل ابن آدم خطاء .
8ـ أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له .
9ـ أن التوبة في ذاتها عبادة ودليل إيمان ومعرفة الله .
10ـ معرفة أن رحمة الله واسعة قال تعالى ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا
عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ
الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) الزمر )
11ـ هجران رفقاء السوء وبيئة العصيان فهو من أقوى أسباب استدامة التوبة
والسبب في ذلك :
* أنهم يحببون إليه الذنب ويشجعونه عليه ويضعفون عزيمته على الطاعة .
* هجرانهم دليل على صحة توبة العبد وانجماعه على ربه .
9ـ ماذا أفعل إذا أذنبت ؟
ينبغي أن يحصل بعد الإقلاع :
·عمل القلب بالندم والعزم على عدم التوبة .
·عمل الجوارح بفعل الحسنات كإحسان الوضوء لأن الخطايا تخرج من الأعضاء المغسولة مع الماء أو مع آخر قطر الماء .
· قول الأذكار بعد الوضوء .
·صلاة ركعتين يقبل فيهما بقلبه ووجهه ولا يسهو فيهما ولا يحدث نفسه
قال صلى الله عليه وسلم ( ما من رجل يذنب ذنباً ثم يقوم فيتطهر
ثم يصلي ركعتين ثم يستغفر الله تعالى إلا غفر له ) صححه الألباني
· الإكثار من الاستغفار والتوبة في كل مجلس .
· الصدقة وبر الوالدين والحج
·مجالسة الأخيار ومجانبة الفجار
· استصحاب الخوف الدائم من الله سبحانه وتعالى فإن أُس الدواء
وصدق التوجه إليه ودعاءه الهداية والرشاد
· مجاهدة النفس ومحاسبتها اليومية والتوبة من التقصير والتفريط
· حفظ كفارة المجلس وسيد الاستغفار بخشوع وحضور قلب
10 ـ هل يغفر الله لي إذا تبت ؟
الإحساس بأن الذنوب أكثر من أن يغفر الله فهو ناشئ عن عدم اليقين
بسعة رحمة الله , ونقص في الإيمان بقدرة الله على مغفرة جميع
الذنوب ودليل ضعف الرجاء بالله , وعدم تقدير لمفعول التوبة في محو الذنوب .
11ـ لكل شيء ثمرة فما ثمرات التوبة ؟
1ـ التوبة طريق للفلاح
2ـ الملائكة تدعو للتائبين
3ـ سعة الرزق ورغد العيش
4ـ تكفير السيئات وغفران الخطيئات
5ـ نور البصيرة وانشراح الصدر
6ـ صقل القلب وطهارته ووضاءته
7ـ الخيرية على عبادة
8ـ فرح الخالق بالتائب
9ـ سبيل الظفر برحمة الله الواسعة
10ـ حفظ الله ورعايته
11ـ محبة الله عز وجل ( إنّ الله يحب التوابين ويحب المتطهرين )


وتذكر


قوله تعالى (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ )

وقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( التائب من الذنب كمن لا ذنب له )
[/size]