حمدان و ساره زوجان شابان تبادلا الحب والاحترام بينهما , ساره زوجة محبه مطيعه لأوامر زوجها , حمدان زوج مخلص متفاني في عمله يبذل المستحيل لتوفير حياة افضل لزوجته واطفاله بالمستقبل . بعد سنتين من زواجه أتته فرصة عمل في قرية بعيدة بعض الشيء عن عن مسكن والديه , أضطر هنا لوداعهم حازما حقائبه هو وزوجته , ما ان وصلوا هناك حتى اهتدى لبيت عربي قديم مكون من غرفة نوم صغيرة مفتوحة على حمام ضيق وحوش صغير مهدم . اضطر مجبرا على شراءه نظرا لقلة المادة والحاجه السريعة للسكن. اسبوع لتكتشف سارة بأنها حامل لأول مولود لهما . فيفرح كثيرا لهذا الخبر ويدب في قلبه الحماسة والطموح لتحقيق اماله في حياة كريمة لأهله . في كل مرة يخرج لصلاة الفجر ومع اول شق لخيوطها تنهض ساره لتجهز الافطار لحين
عودته , ما ان ينتهي الاذان حتى تسمع صوت أمرأة عجوز مخيف صوتها ! تسمي بالرحمن لتعود مسرعة لتدخل غرفة النوم خائفة الى حين عودة حمدان . يدخل مناديا على ساره وهي لاترد عليه , ليجدها متلحفة في سريرها شاحبة الوجه , يسألها عما اصابها, فتخبره بالموضوع , فيضحك حمدان ويخبرها بأن عليها بأن تذكر
اسم الله في كل يوم وتبعد عنها تلك الأفكار مطمئننا بأن ماتسمعه مجرد توهمات لانها وحيدة في قرية غريبه , تقتنع سارة لكلامه فتنهض لتكمل اعداد الافطار , يتحادثان ويحدثان طفلهما اللذي لم يولد بعد ومن ثم يخرج باحثا عن لقمة العيش تاركا ساره تقوم بمهام المنزل حتى يعود . في المساء وبعد أذان المغرب تجلس ساره
في غرفة النوم المطلة على الحوش الضيق بعد عناء العمل المتعب لتعود فتسمع ذلك الصوت من جديد , تتذكر كلام حمدان فتغمض عيناها وتذكر اسم الله وتقرأ بعض الآيات واذا بالسراج المعلق في سقف الغرفة يتحرك يمينا ويسارا


فجأه تشاهد ظلا على جدار الغرفة لتصرخ مرعوبة ويغمى عليها في الحال . بعد فترة يدخل حمدان ليجدها ترجف رعبا ولاتتكلم وعيناها منتصبتان على جدار الغرفة . حاول لأيام ان يفهم ما اصابها , اذ اصبحت لاتفارق الفراش ولاتتكلم (يمكنها عين ) , ( يمكنها ماتلتزم بصلاتها ) , ( شوف ابو عبدالرحمن يقرا عليها ) ,مجموعة من الرجال من اصدقاء وشباب القريه يتحدثون اليه منهم من ينصحه بمطوع لزوجته ومنهم من يخبره بأن يأخذها لأهلها حتى تطيب ومنهم من يؤازره . بالنهاية يقرر بأن يأخذها لأهلها لتتبقى هناك الى ان تطيب , وفعلا بعد اسبوعين بالتمام تعود اليه كما كانت , فيرجع لاصطحابها مرة اخرى . في اول يوم لعودتها طلبت منه ان يصلي الفجر في المنزل حتى يرى ماهي تراه , فوافق ليس لأنه مقتنعا بكلامها انما مطمئنا لها , وفعلا أذن الفجر فصلى امامها وهي ترقب الجدار والسراج ! لم يحدث شيء , وبعد الصلاه التفت اليها مبتسما , فقبل رأسها ناصحا اياها بالاهتمام بصحتها وصحة الجنين . بادلته الابتسامه واعتذرت لما سببته له من اقلاق , وطلبت منه الذهاب لعمله مطمئنا . فتكمل اعمال المنزل من تنظيف وغسيل الى ان اذن المغرب فتنظر بأتجاه الغرفة , لتجد السراج يتحرك سريعا يمينا ويسارا , تنهار جالسة على الأرض وتغمض عينيها واذنيها وتبكي , لاتريد ان تسمع ذلك الصوت مرة اخرى ! لاتريد ان ترى ذلك المنظر المرعب ! فتبدأ بذكر الله وتسمي ومن ثم تقرأ ما حفظت من آيات لعله كابوس ويزول , فتفتح عينيها لتراه ! فتقع مغشيا عليها مرعوبه ! يدخل حمدان ليجدها شاحبة تبكي ليسألها ماحدث ؟ فلا تجيب , فيسرع لطلب احدى الجارات لتدخل عليها وتخرج لحمدان حزينه (نعم )!, لقد سقط الجنين وتوفى معه حلم وقعات صوت قدميه الصغيرتان ( الله يعوضكم بخير منه ) ! . بقيت ساره طريحة الفراش , لاتتكلم ولاتنظر الا الى السقف ونادرا ماكانت تأكل . (يمكنها صادقة المسكينه ؟ ! ). في اليوم التالي ومع اذان الفجر أخبرها بأنه متجها الى المسجد لصلاة الفجر , ليغلق باب غرفة النوم ويخرج , , لم يكن حمدان متجها الى المسجد انما اختبا في احدى زوايا المنزل منتظرا وبعد دقائق بدأ بسماع اصوات من داخل الغرفة ليطل من نافذة الغرفة المطلة على الحوش الضيق فيصعق لما شاهدته عيناه ! , ظل السراج اللذي يتحرك في سقف الغرفة يعكس صورة عجوز قبيحة مخيفة يتشكل ذلك الظل مرة بهيئة سحلية عملاقة برأس عجوز وتارة بجسد عجوز ! وهي تضحك بصوت ولكنة مخيفه !


هنا دخل حمدان الغرفه يصرخ بأسم الله الرحمن الرحيم ! أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ! ويرش الجدار بالماء , ليسمع صراخا مخيفة من زوجته تارة ومن الظل تارة , بسرعة , يسحب ساره خارج المنزل ويذهب مسرعا ليطرق باب أبو عبدالرحمن المطوع , ليسحبه لبيته فيأمره عبد الرحمن بالذهاب والجلوس في بيته بينما يطهر منزلهم من الجن ! . يدخل عبدالرحمن المنزل ليجد تلك العجوز بجسد سحلية عملاقه تصرخ وتنادي بصوت غريب , فيغلق باب الغرفة عليه ويمسك المصحف , ويبدأ بالقراءة بصوت عال . حتى تجمع الجيران حول المنزل بالخارج , على تلك الاصوات المخيفه ! كل ما يقرأ آية كان صوت العجوز يعلا أكثر وصراخها بكلمات غريبه يرتفع اكثر , فجأه امتلأ ت الغرفة بالدخان ! وعبدالرحمن يرتفع عن الأرض بفعل الجن . والناس بالخارج تحاول الدخول دون جدوى . الى ان امتلأ المنزل بالكامل بالدخان وفجأه بدأت النار تلتهم أرجاء المنزل وحمدان والجيران غير قادرين على الدخول ! كانوا يستمعون الى تلك الأصوات اللتي اختلطت بصوت عبدالرحمن وهو يردد الآيات القرآنيه وفجأه تراجعت النار ! واختفى الدخان تدريجيا , ليدخل حمدان والجيران بهدوء حتى وصلوا لغرفة النوم , يحدقون بأرجائها


, ليجدوا المصحف مفتوحا لم يصبه شيئا والسراج قد أطفيء , ولا أثر لعبدالرحمن ! مرة سنة على هجر ذلك المنزل ولغز العجوز لم يحل وعائلة عبدالرحمن مازالت مفجوعة من اختفاءه !!! أما حمدان وسارة فقد عادا لقريتهما واقتنع بعمله المتواضع وعاشا مع والديه وقد من الله عليهما بولد بعد انتظار دام قرابة الخمسة أعوام .

مشكور

كلمات اجبرتني علي مشاركتكـ لاحساسي بصدقها وايمانا مني بقلم يختار اجود المفردات
ماذا أقول لكـ يا سيد الحرف ومنبع المعاني
وبحور الكلام ..
كيف وأنا دائما أقف أمامكـ .. صامت..
من جمال ما أراه
ومن حسن أبداعكـ وصياغتكـ المتقنة ...
فأنا لست ألا نقطة من بحور أبداعاتـكـ
وبوووح قلمكـ نثر ما قد يجول في الأنفس دون استشعااار
هزززز الوجدان وتزلزلت البقايا الراكده منذ العصور ؟؟؟؟
لكـ مني كل التقدير على جمالية طرحكـ