الإيمان بالله في الإسلام والنصرانية واليهودية  Ads468x60
العودة

تحت الأضواء



أهلا وسهلا بك إلى منتديات جيل التطوير.

يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.


الإيمان بالله في الإسلام والنصرانية واليهودية  Ezlb9t10
الإيمان بالله في الإسلام والنصرانية واليهودية  Ezlb9t10



 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  


آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ ارسال المشاركة
بواسطة
موقع النور والظلمة
معهد نجوم اف ام - Nogoum Fm Institute
طلب رجوع للفريق
أمانة في أعناق جميع المسؤولين ..
[هام] : مطلوب طاقم اشراف للمنتدى بمقابل مادي
شوربة البطاطس بالكريمة والمشروم
صينية البطاطس المشوية بالجبن الموزاريلا
خلطة توابل "السبع بهارات"
صينية المعكرونة بالبشاميل لايت
صينية البطاطس البوريه بالدجاج والمشروم
السبت ديسمبر 30, 2017 11:49 am
الأربعاء أكتوبر 07, 2015 7:33 am
الأحد ديسمبر 07, 2014 5:39 am
الأحد ديسمبر 07, 2014 5:26 am
الأحد نوفمبر 30, 2014 7:10 am
الثلاثاء نوفمبر 11, 2014 9:28 pm
الثلاثاء نوفمبر 11, 2014 9:25 pm
الثلاثاء نوفمبر 11, 2014 9:25 pm
الثلاثاء نوفمبر 11, 2014 9:23 pm
الثلاثاء نوفمبر 11, 2014 9:22 pm











شاطر|
 
بيانات كاتب الموضوع
الإيمان بالله في الإسلام والنصرانية واليهودية
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو نشيط
الرتبه:
عضو نشيط
الصورة الرمزية
 
&BrInC EgYpT&

البيانات
الجنس الجنس : ذكر
مشآرڪآتي مشآرڪآتي : 239
 نقآطيّ ›› * نقآطيّ ›› * : 585
السٌّمعَة السٌّمعَة : 0
الانظمام الانظمام : 24/11/2012
العمر العمر : 25
 
 

 

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:

 

موضوع: الإيمان بالله في الإسلام والنصرانية واليهودية الإيمان بالله في الإسلام والنصرانية واليهودية  Emptyالأحد يونيو 16, 2013 7:40 pm








   بسم الله الرحمن الرحيم

   إن الشرائع السماوية كلها تدعو إلى توحيد الله عزوجل وتعظيمه وهذا ما يتوافق مع العقل والمنطق السليم مما يعني بطلان دعوى النصرانية في الثالوث القدوس وكذلك بطلان دعوى اليهودية بقومية الله عزوجل وبأنهم الشعب المختار وثبوت صحة دين الإسلام الناسخ لما سبقه من الشرائع السماوية والذي يدعو إلى تعظيم وتوحيد الله الواحد الأحد الذي لا نظير له ولا شريك له، فسبحانه وتعالى هو واحد في ذاته لا يتجزأ ولا يتناهى، وواحد في صفاته لا يُشبه شيئاً ولايُشبهه شيء، وواحد في أفعاله لا شريك له ولا ند له، وفيما يلي توضيح وشرح ذلك:

   أولاً: إثبات وحدانية الله بالمنطق: لو إفترضنا أن هنالك إله عظيم خلقَ الله عزوجل من عدم غير موجود، ونستغفر الله ونعوذ به من هكذا قول، مما يعني بأن الله عزوجل هو بمثابة وسيط لأن الإله العظيم الذي إستطاع أن يخلُق الله عزوجل، هو قادر على خلق جميع الأشياء التي خلقها الله عزوجل لأن خلق الفرع أهون من خلق الأصل وذلك لأن الفرع يُخلق من أساس موجود وهو الأصل بينما الأصل يُخلق من عدم غير موجود، فالخلق من عدم هو أكثر إعجازاً من الخلق من موجود. وهذا ينطبق أو ينسحب على إفتراض تعدد الآلهة المخلوقة فلو إفترضنا أن عدد الآلهة على سبيل المثال سبعة أو أكثر فإن جميعهم يُعتبرون بمثابة وسطاء بإستثناء الإله الأعظم الأول الذي خلق أول إله وسيط والذي بدوره خلق الإله الوسيط الذي يليه وصولاً حتى خلق الله عزوجل.وهذا الإفتراض غير منطقي لأنه لماذا يحتاج الإله الأعظم إلى خلق وسطاء أو وسيط بينما هو قادر على خلق جميع الأشياء التي يخلقها الإله الوسيط أو الألهة الوسطاء،مما يعني بكل وضوح بأن إفتراض أن الله عزوجل مخلوق أوأنه هنالك من سبقه في الألوهية أو أن هنالك من هو أعظم من الله عزوجل هو إفتراض باطل. فلا وجود في الوجود كله إلا لإله واحد هو الأول والآخر الذي خلق كل شيء والذي يرث كل شيء عند فناء الكون.

   ثانياً: إثبات وحدانية الله بالقرآن الكريم: قال تعالى ( لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ)، قال القرطبي في تفسير الآية: أنه لو كان في السماوات والأرضين آلهة غير الله معبدون لفسدتا، أي أنه لو أُفترض تعدد الآلهة فإن هذا سوف يؤدي إلى خراب السماوات والأرض وهلاك من فيهما إذا كانت هذه الآلهة أنداد أي نظراء متساويين لأنه عندما يريد إله واحد شيئاً ويريد إله آخر شيئاً ضده فإن حال هذا الشيء سوف يتوقف ولن ينفذ لأن إرادتهما متضادة ومتساوية مما يعني أن هذا الشيء المراد سوف يهلك دون أن يغلب أحدهما الآخر. أما إذا كانت العلاقة بين هذه الألهة ليست علاقة ندية فعندئذ إرادة الإله الغالب هي التي سوف تنفذ ضد إرادة الإله المقهور مما يعني أن خلق الإله الغالب سوف يعلو على خلق الإله المقهور ولذلك قال تعالى (مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ )، فالآية الكريمة تُشير إلى أن الله عزوجل ليس له ولد لأنه سبحانه وتعالى ليس له صاحبة أو زوجة وذلك لأنه عزوجل قائم بذاته غني عن جميع خلقه لا يحتاج أحداً، وكذلك لأنه سبحانه وتعالى لا يضعف ولا يعجز ولذلك لا يحتاج إلى ولد. فلو قُدر تعدد الآلهة لما إنتظم الوجود، فلوجدت السماء التي تُغلف الأرض لونها غير مُتسق وغير مُنتظم ومخنلف من مكان إلى آخر ولوجدت جزء منها يحمي الأرض التي تحته من الأشعة فوق البنفسجية التي تصدر من الشمس بينما جزء آخر لا يحمي ما تحته من هذه الأشعة الضارة، قال تعالى (وجعلنا السماء سقفا محفوظا وهم عن آياتها معرضون )،ولوجدت أرض مستقرة ثابتة وأرض أخرى غير مُستقرة ومتحركة، قال تعالى (وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)، ولوجدت بعض الطيور تبيض والبعض الآخر لاتبيض ولكن المُشاهد أن جميع الطيور تبيض، ولوجدت بعض الثدييات تتغذى صغارها على حليب الأم والبعض الآخر لا تتغذى صغارها على حليب الأم ولكن المُشاهد أن جميع الثدييات تتغذى صغارها على حليب الأم، ولوجدت خلق الإنسان غير مُتسق وغير مُنتظم ولكن المُشاهد غير ذلك فالبشر هم أنواع مختلفون في الشكل واللون واللسان، قال تعالى (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ)، وقال تعالى (خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ )، ولكنهم جميعا مشتركون في آدميتهم وإنسانيتهم فتجد جميعهم يأكلون ويشربون ويتناسلون ويدركون ويعقلون ويمرضون ويموتون وغير ذلك، فتجد كل هذه الآيات الكونية تدل على وحدانية الله الملك العظيم الواحد الأحد وكما قال الشاعر، وفي كُلِّ شيءٍ له آيةٌ تدلّ على أنَّه واحِدُ.
   فبناءاً على ذلك كله، المنطقي هو أنه يوجد إله واحد لا شريك له وهو الأول وهو الله الملك العظيم الأول الآخر وهذا ما يعتقد ويؤمن به المسلمون، فمن أسماء الله الحسنى (الأول) الذي معناه أن الله سبحانه وتعالى لم يسبقه في الوجود شيء فأولية الله هي أولية زمانية لتقدمه على كل من سواه في الزمان، قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( كان الله ولم يكن شيء قبله، وكان عرشه على الماء، ثم خلق السموات والأرض، وكتب في الذكر كل شيء)، وكذلك من الأولية أنه سبحانه وتعالى علا بذاته وشأنه فوق كل شيء، وهو الذي لا يحتاج إلى غيره في شيء وهوالمستغني بنفسه عن كل شيء، قال تعالى ( يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد )، وذلك لتقدمه عزوجل على غيره تقدماً مُطلقاً في كل وصف كمال فالكمال المُطلق هو مختص بذاته سبحانه وتعالى ولا أحد سواه. ولذلك فإن الله عزوجل لا يحتاج إلى وسيط أو وسطاء في خلق جميع المخلوقات فسبحانه وتعالى منفرد في العظمة والمشيئة والقدرة المُطلقة في مقابل العجز والقصور لغيره من المخلوقات فلا يُدانيه ولا يساويه أحد من خلقه في ذاته ووصفه وفعله، فالأولية هي وصف لله عزوجل وليست لأحد سواه. وبنفس الوقت الله عزوجل هو الآخر لأنه هو الباقي سبحانه و تعالى بعد فناء خلقه، الدائم بلا نهاية، الحي الذي لا يموت، قال تعالى ( وإنا لنحن نحيي ونميت ونحن الوارثون). وسبحانه وتعالى هو نور ليس كمثله نور فجميع أنوار الكون والسموات والأرض ليس لها من نور الله عزوجل إلا الإسم وكذلك من عظمته سبحانه وتعالى أنه يأبى إلا أن يكون هو المعطي في الدنيا والآخرة، ففي الدنيا الله عزوجل يُنعم على عباده بالأموال والأرزاق والثمرات والبنين وجميع النعم وذلك لا ينقص مما عند الله عزوجل كغرز إبرة غُمست في البحر. وعندما يأمرهم بعبادته وطاعته سبحانه وتعالى وبأداء الزكاة وعندما يحثهم على الصدقة مما زاد وفاض عن حاجتهم، يأمرهم بذلك وهو ليس في حاجتهم لقوله تعالى ( يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هوالغني الحميد ). أما في الآخرة فينعم عليهم بمتعة ونعيم رؤيته سبحانه وتعالى، وفي الحديث القدسي عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ ، قَالَ : يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : تُرِيدُونَ شَيْئًا أَزِيدُكُمْ ؟ فَيَقُولُونَ: أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا ، أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ ، وَتُنَجِّنَا مِنَ النَّارِ ؟ قَالَ : فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ ، فَمَا أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ)، وكذلك سبحانه وتعالى يُنعم على عباده بإلهامهم تسبيحه وتقديسه وتعظيمه كما يُلهمون النفس، قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( إن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون ولا يتغلون ولا يبولون ولا يتغوطون ولا يتمخطون، قالوا: فمابال الطعام (أي كيف يخرج الطعام)، قال: جشاء ورشح كرشح المسك، يلهمون التسبيح والتحميد كما يُلهمون النفس ). فضلا عن نعيم الجنة من جنان وقصور وأنهار جارية وحور عين وثمار متنوعة وغيرها من أوجه النعيم مما يعني أن عطاؤه سبحانه وتعالى في الجنة هو متعة ونعيم رؤيته سبحانه وتعالى ونعيم الجنة الدائم الباقي الغير منقطعوالذي لا مثيل له.

   ثالثاً: بطلان دعوى الثالوث القدوس عند النصارى: فمبدأ الثالوث القدوس عند جماعة النصارى الذين يؤمنون به هو قائم على أن الله هوثلاثة ( الأب، الإبن، روح القدس) وجميعهم مشتركون في الجوهر الإلهي أو الذات الإلهية ولكنهم بنفس الوقت متمايزون أي مختلفون لأن الأب هو أب والإبن هو إبن والروح القدس هو روح القدس فجميعهم آلهة منسجمة مع بعضها البعض ولا تعارض بينهم وأصلهم واحد وهوالأب. أما بالنسبة لصفات الآلهة الثلاث المتمثلة في الثالوث القدوس هي أن الأب هوالجوهر الإلهي أو الكينونة أي الأصل، والإبن هو العقل، والروح القدس هو الحياة ولكن هذا لا ينفي أن جميعهم يتصفون بالجوهر الإلهي لأن الجوهر الإلهي هي صفة الأب وأصل الإبن وروح القدس هو من الأب وبالتالي حملوا صفة الأب ألا وهي الجوهر الإلهي،وكذلك جميعهم يتصفون بصفة العقل لأن العقل صفة الإبن ومصدر الإبن هو الأب وبالتالي العقل من صفة الأب وروح القدس حمل صفة العقل من الأب، وأيضاً جميعهم يتصفون بصفةالحياة لأن الحياة هي صفة روح القدس ومصدر روح القدس هو الأب وبالتالي الحياة من صفة الأب والإبن حمل صفة الحياة من الأب (والعياذ بالله من هكذا قول). فيبدوواضحاً و جلياً أن فكرة أو مبدأ الإله الوسيط هي متحققة في مبدأ أو فكرة الثالوث القدوس، فالإبن هو إله يتصف بصفة العقل مصدره الأصل وهو الله وبالتالي الإبن هوإله وسيط لأنه إله خلقه الله، وكذلك الروح القدس هو إله يتصف بالحياة مصدره الأصل وهو الله وبالتالي هو إله وسيط لأنه إله خلقه الله. وطبعاًهذا المبدأ باطل لما تم توضيحه أعلاه لأنه سبحانه وتعالى غني عن الوسطاء وعن خلقه جميعاً فلماذا الله عزوجل يعطي صفة الألوهية وصفة العقل وصفة الحياة لألهة أخرى هو خلقها ومن أجل ماذا ؟ّ!!!. وقد يقول قائل، أن الله عزوجل خلق الإبن وهو العقل وخلق روح القدس وهو الحياة من أجل أن يعرفه الناس جميعاً، والجواب هنا أنه سبحانه وتعالى خلق العقل والروح أي الحياة في كل إنسان من أجل أن يتبعوا أنبيائه عزوجل المرسلين كي يستطيعوا أن يتبعوا الطريق المستقيم وهو طريق عبادة الله عزوجل وحده لا شريك له، فلماذا الحاجة كي يخلق الله عزوجل إله يتصف بالعقل وإله يتصف بالحياة وهوقادرعلى أن يخلقهما في كل إنسان دون الحاجة إلى الإبن وروح القدس. من جانب آخر، إذا ماعلمنا أن من مقتضيات الألوهية المُلك لأن الإله يملك كل الخير وكل الشر ولذلك يعبده عباده من أجل أن يُنعم عليهم بالخير ويمنع ويدفع عنهم الشر ومن أجل ذلك فإن دعوى ألوهية البشر هي باطلة لأن الإنسان مهما بلغ سلطانه فهو يبقى ضعيف لا يملك دفع الموت أو المرض عن نفسه أو جلب الخير لنفسه إذا ما مُنع عنه، فكيف له أن يضر أو ينفع عبيده، قال تعالى (قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّاوَلا نَفْعاً وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ). ومن مُقتضيات المُلك الحُكم لأن من يَملُك يحكُم بينما ليس بالضرورة من يحكم يَملك لأن الحاكم لا يملك إلا فيما خوله أو ملكه رعيته إياه. وبالتالي يبدو واضحاً وجلياً أن الألوهية أعظم من المُلك والمُلك أعظم من الحكم وبناءاً على ذلك يظهر تساؤل مهم جداً وهو كيف يُمكن للفطرة الإنسانية أن ترفض الإنسجام مع فكرة أو مبدأ الندية في الحكم وتقبل فقط المشاركة في الحكم من خلال الشورى، وفي المقابل من يؤمن بالثالوث القدوس يفترض قبول الله عزوجل الندية في الألوهية من خلال إنسجامه سبحانه وتعالى مع الإبن الإله ومع روح القدس الإله مما يعني أن ذات الله عزوجل الخالق تقبل ما ترفضه الفطرة الإنسانية المخلوقة؟!!!. فتجد عند البشر هنالك حاكم واحد يحكم البلاد مع شركائه، وهنالك قائد واحد يقود الجيش مع شركائه، وهنالك شخص واحد فقط يرأس مجلس الإدارة في الشركات التجارية بمختلف أنواعها مع شركائه، وكذلك تجد أن الرجل من يتولى مسؤولية البيت مع زوجته.وحتى عندما لا يحكم الرجل تأخذ المرأة مكانه مع أن الإسلام يُعارض حكم المرأة لقوله عليه الصلاة والسلام (لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمْ امْرَأَةً) وذلك ليس لأن الإسلام لا يحترم المرأة كما يدعي بعض المُغرضين فالإسلام يحترم المرأة ويُكرمها ويعتبرها شريكاً للرجل ولكنه في نفس الوقت يجد الرجل مؤهلاً للقيادة أكثر من المراة لأسباب عديدة منها: البنية الجسدية الصلبة للرجل، مقدرة الرجل على قيادة الجيوش، مقدرته على تحمل الجهد والمشقة وكذلك رجاحة عقله لمقدرته على ترجيح العقل على العاطفة أكثر من المرأة، فالعلاقة بين العقل والعاطفة هي علاقة توازن ثابت يختلف بإختلاف الجنس والأفراد لأن أي زيادة في الإعتماد على تحكيم العقل تكون على حساب نقصان فيالإعتماد على الميل إلى العاطفة والعكس صحيح. وبناءاً على ذلك كله يبدو واضحاً وجلياً أن دعوى الثالوث القدوس هي باطلة وضالة وعلى الأغلب أن سبب ضلال النصارى هو خطؤهم في تأويل لفظ (كلمته) ولفظ ( روح القدس ) أي في إتباعم لمعنى خفي وراء المعنى الظاهر لهذه الألفاظ ما جعلهم ينسبوا الألوهية لكلمة الله وهو سيدنا عيسى عليه السلام وكذلك نسبوا الألوهية لروح القدس وهو سيدنا جبريل عليه السلام دون أن تكون هنالك قرينة تدُل على معاني الألوهية لهذه الألفاظ، فهم لم يتعمدوا الضلال كاليهود المُضللين ولذلك هم ضالون وليسوا مُضللين (والله أعلم). أما في الإسلام المراد بلفظ (روح القدس) هو الروح الطاهرة المقدسة أي سيدنا جبريل عليه السلام الذي نفخ في درع مريم رضي الله عنها، أي في قميصها، فحملت بسيدنا عيسى عليه السلام بأمر وإذن الله عزوجل، لقوله تعالى ( إِذْ قالَ اللَّهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى والِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيها فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هذا إِلاَّ سِحْرٌ مُبِينٌ ). أما المراد في لفظ (كلمته) هو خلق سيدنا عيسى عليهالسلام بأمر الله عزوجل وكلمة ( كن فيكون ) ومن دون واسطة نطفة أب مما يعني أن سيدنا عيسى عليه السلام خُلق من أنثى بلا ذكر كما خُلق سيدنا آدم عليه السلام بلا ذكر ولا أنثى وكما خُلقت حواء رضي الله عنها من ذكر بلا أنثى. بينما المراد في لفظ ( روح منه) في قوله تعالى ( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاّ الْحَقّ إِنّمَا المسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلمتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْراً لّكُمْ إِنّمَا اللّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لّهُمَا فِي السّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً ) هو عدة أوجه كما قال المفسرون، فقيل: وروح منه، هو روح كسائر الأرواح إلا أن الله تعالى أضافه إلى نفسه تشريفاً وتفضيلاً كقوله تعالى في سيدنا آدم عليه السلام (إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِن طِينٍ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ) فهنا أضاف الله عزوجل روح سيدنا آدم عليه السلام لذاته سبحانه وتعالى تشريفاً وتكريماً له والدليل على ذلك أنه عزوجل أمر الملائكة أن يسجدوا لسيدنا آدم عليه السلام سجود تعظيم وتكريم وليس سجود عبادة. وقيل: الروح هو النفخ الذي نفخه جبريل عليه السلام في درع مريم فحملت بإذن الله تعالى، سمي النفخ روحاًلأن النفخ هو ريح يخرج من روح النافخ وأضاف سبحانه وتعالى النفخ أي الروح إلى نفسه بالرغم من أن سيدنا جبريل عليه السلام هومن قام بالنفخ وذلك لأنه عزوجل هو من أمر بالنفخ. وقيل: جرت العادة بأنهم إذا أرادوا وصف شيء بغاية الطهارة والنظافة قالوا: إنه روح فلما كان خلق سيدنا عيسى عليه السلام بنفخ من سيدنا جبريل عليه السلام لا من نطفة وصف عليه السلام بالروح. وبناءاً على ذلك كله فإن النصارى قد ضلوا طريقهم بالإعتقاد بالثالوث القدوس ولكنهم بالرغم من ذلك يبقوا أهل كتاب وأصحاب شريعة سماوية والإسلام العظيم والمسلمون يعتبرون دخول النصارى في الإسلام، خاصة الغربيون منهم، مكسباً وإنجازاًعظيماً وذلك ليس بسبب أموالهم وحضارتهم المتطورة التي بنوها، لقوله عليه الصلاة والسلام (إِنَّ اللَّهَ لا يَنْظُرُ إِلَىصُوَرِكُمْ ، وَلا إِلَى أَمْوَالِكُمْ ، وَلَكِنْ إِنَّمَا يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَإِلَى أَعْمَالِكُمْ ، فَإِذَا كَانَ قَلْبًا صَالِحًا تَحَنَّنَ عَلَيْهِ ، كُلُّكُمْ بَنُو آدَمَ ، وَأَكْرَمُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ )،مع الإشارة إلى أن حضارتهم لا تخلو من بعض السلبيات. فهذه القلوب الغربية تنفست شهيق حرية الفكر والعقل وطردت زفير التعصب الأعمى وذلك بسبب نجاحها في نشر قيم المساواة الإنسانية وقيم العدالة وقيم إحترام الإنسان وقيم الإجتهاد والعمل والبناء في سائر أنحاء الجسد الغربي.

   رابعاً: بطلان دعوى قومية الله عزوجل: إن وحدانية الله عزوجل تنفي علو الناس بعضهم على بعض لقوله تعالى (مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ )، وهذا ظاهر في طبيعة خلق البشر فالناس متساوون في إنسانيتهم وآدميتهم لكونهم بدايتهم واحدة ونهايتهم واحدة ويحملون كلا الخير والشر معاً وجميعهم عبارة عن أرواح تسكن أجساد.مما يعني أن إنتفاء علو الناس بعضهم على بعض يدحض أي يبطل دعوى اليهود بأنهم شعب الله المختار وبأن الله عزوجل هو إله قومي لا يُحاسبهم بقانون الأخلاق إلا في سلوك بعضهم مع بعض، أما غير اليهود فهو لا يُحاسبهم على سلوك معيب بهم. وكذلك نسبهم صفات بشرية إلى الله عزوجل هو باطل كقولهم إن الله عزوجل يتصف بالمشي والجهل والحزن والندم والقراءة والتعلم والهزل واللعب وغير ذلك (والعياذ بالله ونستغفره من هكذا قول). لأن صفات الله عزوجل هي صفات مطلقة لا تخضع إلى المقارنة، كقولنا الله يتصف بُمطلق القوة، وهي أيضاً غير مُقيدة لأنها غير محدودة، كقولنا الله عزوجل هو السميع أي أن سمعه سبحانه وتعالى محيط بكل المسموعات في أي مكان وفي أي زمان وفي أي حال دون أن يكون هنالك أي حصر لسمعه عزوجل، بينما الصفات البشرية تتصف بالعجز وبالقصور وبالنسبية التي تخضع للمقارنة وبالمحدودية. وبناءاً على هذا يجب توجيه دعوى لليهود من البشرية جمعاء وليس فقط من المسلمين إلى أن يطهر اليهود أنفسهم من النزعة الشيطانية الإستعلائية والإستكبارية التي زرعها وما زال يزرعها أحبارهم في قلوب وعقول اليهود وذلك من أجل أن يعودوا إلى رشدهم ومن بعد ذلك يستطيع المسلمون أن يدعوهم إلى الإسلام كي يصبحوا إخوة كرام للمسلمين. أما إذا ما أصرواعلى إستكبارهم وإحتقارهم لغيرهم من البشر فهذا يعود إلى عيب النقص فيهم فهم لايملكون إلا الأذى للبشرية الجمعاء ولا يحملون أي قيم نافعة إلى بقية الشعوب فهم كانوا وما زالوا يحلمون بوهم إستعباد غيرهم من البشر، بينما الله عزوجل لا يستعبد البشر بالرغم من أنه الملك الخالق العظيم فسبحانه وتعالى خلق البشر ودعاهم وأمرهم بعبادته عبادة معنوية ولم يطلب منهم عبادة حسية ملموسة، فسبحانه وتعالى ليس صنم أوتمثال يأمر عباده أن يعطوه الأموال وأن يطعموه ويسقوه، وكذلك سبحانه وتعالى ليس بشر يحمل العصا كي يضرب من يعصيه ومن لا يعطيه الضرائب ومن لا يقدم له القرابين أومن لا يسجد عند قدميه أو من لا يقبل يديه وتنزه وتعالى سبحانه عن هكذا كفر وهكذا ضلال. بل الله سبحانه وتعالى هو ملك عظيم نعبده ونقدسه ونعظمه ونركع ونسجد له ونحن لا نراه لأنه سبحانه وتعالى منزه عن التجسيد والتجسيم ولأنه موجود في كل مكان يسمع ويبصر جميع خلقه ولا تخفى عليه خافية في ملكوت السموات والأرضين، وبالتالي عبادتنا لله عزوجل هي عبادة معنوية تطمئن بها الأرواح ولكن لا تلمسها أو تحسها الأبدان. وبناءا على ذلك فيجب على اليهود أن يبصروا حقيقة أنهم بشرمثلهم كمثل غيرهم وأنهم ليسوا فوق غيرهم من الأمم لمجرد أنهم يهود وأنهم شعب الله المختار كما يدعون كذباً ولأنهم يملكون الأموال فالمعيار الذي يُفاضل بين الناس هو معيار فضيلة التقوى التي تنبثق عن الإيمان وعن طهارة ونقاء الروح وليس المال أو أي متاع آخر من متاع وزينة الحياة الدنيا لأن كل هذه هي عبارة عن وسائل يستعين بهاالإنسان على العيش في الحياة الدنيا لأنها مُسخرة لمنفعة الإنسان، فهي ليست أسباب خُلقت من أجل أن يكون حصول الإنسان عليها هدف وغاية فالهدف والغاية من خلق الإنسان هو عبادة وتوحيد الله الملك الخالق العظيم لقوله تعالى (وما خلقت الجن والإنس إلاليعبدون).

   خامساً: صفات الله عزوجل في الإسلام: لله سبحانه وتعالى ذات متصفة بصفات الكمال ومنزهة عن صفات النقص ، فذوات المخلوقين لا تشبه ذات الله سبحانه وتعالى لقوله تعالى ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير). فقد ذُكرفي القرآن الكريم وفي السنة النبوية الشريفة صفات لذات الله عزوجل كإثبات الوجه،اليد، الأصابع، القدم، الساق، الضحك، النزول، الكلام، المحبة، الكراهية والبغض،العلم، السمع، البصر، والحياة والقيومية. وهنا يظهر تساؤل مهم جداً وهو ما الهدف والغاية من نسب الله عزوجل لذاته أو لنفسه هذه الصفات والجواب كالآتي:

   أولاً: إن صفات ذات الله عزوجل كالوجه واليدو القدم والكلام وغيرها هي مشابهة لصفات ذات الإنسان في اللفظ فقط ولكنها ليست مُشابهة لصفات ذات الإنسان في الدلالة، فدلالة صفات ذات الله عزوجل هي دلالة معنوية وليست دلالة تجسيدية، أي أن الفهم المراد لمعاني صفات الله عزوجل ليس المعنى الظاهر والمتبادر من ألفاظ هذه الصفات وإنما المراد هو معنى آخر وجوباً، وهذا وارد في اللغة العربية فعلى سبيل المثال عندما نقول فلان طويل اللسان، فهذه كناية عن صفة، حيث أن الكناية هي عبارة عن إستخدام لفظ والمراد ليس معنى اللفظ وإنما معنى آخر مع جواز إرادة معنى ذلك اللفظ، وهذه الكناية مفادها أن هذا الشخص ليس قياس لسانه طويل وبالتالي المعنى المراد ليس تجسيدياً وإنما المراد هو معنوي ومفاده أنهذا الشخص كثير الكلام. وكذلك مثال آخر عندما نقول فلان يده طولى فهذه كناية عن صفة ومفادها ليس المعنى الظاهر للفظ بأن الشخص يده طويلة وإنما المراد هو غيرالمعنى الظاهر للفظ وهو أن الشخص صاحب الفضل الأكبر والأعظم. وذلك لأنه لو تشابهت صفات ذات الله مع صفات ذات الإنسان في الدلالة لأفاد ذلك تجسيم ذات الله كتجسيم ذات الإنسان وهذا ما يحرمه الإسلام ويعتبره كفراً، لقوله تعالى ( ليس كمثله شيء) وقوله تعالى ( لم يكن له كفؤ أحد). فالإسلام أنكر على النصرانية أو المسيحية تجسيد ذات الله عزوجل في جسد سيدنا عيسى أو المسيح عليه السلام ، كما أنكر على اليهودية وصف ذات الله عزوجل بصفات مشابهة للإنسان في اللفظ والمعنى، كالمشي والجهل والحزن و الندم والقراءة والتعلم والهزل واللعب وغير ذلك ( ونستغفر الله ونعوذ به من كلا الزعمين). فعلى سبيل المثال، لو قلنا أن يد الله هي تزرع و تصنع و تبطش كما تفعل يد الإنسان لأعتبر هذا كُفراً يجسم يد الله عزوجل كتجسيم يد الإنسان وبالتالي يُشبه يد الله سبحانه وتعالى بيد الإنسان مما يعني تشبيه الله الملك الخالق العظيم بالإنسان المخلوق الضعيف. وبناءاً على ذلك فإن صفات ذات الله عزوجل هي لها دلالة معنوية تُفهم ضمن سياق النصوص التي ذُكرت فيها تلك الصفات، وسوف أقوم بتوضيح وتبيين الدلالات المعنوية لهذه الصفات كالآتي ( والله أعلم ):

   أ) الضحك: المراد المعنوي من صفة الضحك هو تبشيره سبحانه وتعالى لعباده برحمته ومغفرته وقبوله لأعمالهم الصالحة، لأنه على وجه العموم عندما يُسأل ويُرجى المُعطي ويضحك فيكون هذا بمثابة بُشرى للسائل مع التأكيدعلى أن ضحك الله عزوجل لا يجوز تشبيهه بضحك الإنسان، قال الرسول صلى الله عليه وسلم (يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهماالآخر كلاهما يدخل الجنة، يقاتل هذا في سبيل الله فيستشهد ، ثم يتوب الله على القاتل فيسلم فيقاتل في سبيل الله فيستشهد). فالدلالة المعنوية لضحك الله عزوجل في الحديث الشريف تُفيد بُشرى الرحمة والقبول لمن يُقتل في سبيل الله وبُشرى المغفرة والقبول لمن يتوب ويستشهد في سبيل الله.

   ب) النزول: المراد المعنوي من صفة نزوله سبحانه و تعالى هو القرب من عباده فإما كي يزداد طمعهم ورغبتهم في رحمته عزوجل كما في قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ اسْمُهُ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرِ ، فَيَقُولُ : مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ ، وَمَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ ، وَمَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ) فهذا الحديث الشريف يُشابه في معناه معنى القرب من الله كما في قول الرسول صلى الله عليه وسلم (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ، فأكثروا الدعاء). أو كي تزداد خشيتهم ورهبتهم وتعظيمهم لله عزوجل كما في قوله عليه الصلاة والسلام (يجمع الله الأولين والآخرين لميقات يوم معلوم قياما أربعين سنة شاخصة أبصارهم إلى السماء ينتظرون فصل القضاء ، وينزل الله في ظلل من الغمام من العرش إلى الكرسي )، مع التأكيد على وجوب عدم تشبيه نزول الله عزوجل بنزول الإنسان.

   ت) الكلام: المراد المعنوي من صفة كلام الله عزوجل لأحد من خلقه هو إشعار المُخاطب بأهمية شأنه ومنزلته عند الله الملك العظيم، لأنه عندما يخاطب السلطان أحداً من رعيته مباشرةً خاصة إذا ما إستضافه من أجل ذلك، فإن هذا فيه إشعار للمُخاطب بأهمية شانه ومنزلته، قال تعالى ( وكلم الله موسى تكليماً)، وقال تعالى ( ولما جآء موسى لميقاتنا وكلمه ربه )، فهذه الآيات الكريمة تُشير بكل وضوح إلى أن تكليم الله الملك العظيم لسيدنا موسى عليه السلام فيه تشريف وتكريم عظيم لهوعلو في شأنه ومنزلته بين الناس عامة وبين الأنبياء خاصةً، مع التأكيد على وجوب عدم تشبيه كلام الله عزوجل بكلام البشر.

   ث) المحبة: المراد المعنوي بمحبة الله عزوجل لعباده هو قبوله سبحانه وتعالى وهدايته إياهم والرضى عنهم، قال تعالى ( إن الله يحب المتقين)، وقال تعالى (والله يحب المحسنين )، وقال تعالى (إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين)، وقال تعالى ( والله يحب الصابرين)، وقال تعالى ( إن الله يحب المقسطين )، وقال تعالى (إن الله يحب المتوكلين )، فهذه الآيات الكريمة تُشير إلى قبول الله عزوجل المتقين والمحسنين والتوابين والمتطهرين والصابرين والمقسطين والمتوكلين وهدايته سبحانه وتعالى إياهم والرضى عنهم جميعاً. أيضاً قول الرسول صلى الله عليه وسلم (أحب الكلام إلى الله أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، لا يضرك بأيهن بدأت)، وقَوله عليه الصلاة والسلام لأَشَجِّ عَبْدِ الْقَيْسِ :" إِنَّ فِيكَ خَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ تَعَالَى وَرَسُولُهُ :الْحِلْمُ وَالأَنَاةُ." فهذه الأحاديث الشريفة تُشير إلى أن الله عزوجل يرضى عن العبد الذي يُسبحه بتلك الكلمات ويهديه إلى طاعته سبحانه وتعالى، كما أنه سبحانه وتعالى يرضى عن العبد الذي يُهذب نفسه بالتحلي بخصلة الحلم وخصلة الأناة ويهديه إلى طاعته سبحانه وتعالى مع التأكيد على وجوب عدم تشبيه محبة الله عزوجل بمحبة الإنسان.


   ج) الكراهية والبغض: المراد المعنوي لكراهية وبغض الله عزوجل لعباده الفاسدين هوعدم قبولهم وعدم هدايتهم وطردهم من رحمته عزوجل، قال تعالى (والله لايحب الفساد )، وقال تعالى (لا يحب المفسدين )، قال تعالى (ولكن كره الله إنبعاثهم فثبطهم )، قال تعالى (فإن الله لا يحب الكافرين )، قال تعالى (إن الله لا يحب الخائنين )، قال تعالى (إنه لا يحب المستكبرين )، قال تعالى (إن الله لا يحب المعتدين )، قال تعالى (إن الله لا يحب الفرحين). فهذه الآيات الكريمة تشير إلى أن الله عزوجل لا يقبل ولا يهدي الفاسدين والكافرين والمنافقين والخائنين والمستكبرين و المعتدين والفرحين المقبلين على الدنيا المعرضين عن الآخرة. وكذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( ومن كره لِقاء الله كره الله لقاءهُ )، فالحديث الشريف يُشيرإلى أن الله لا يهدي من يكره إتباع نور الله عزوجل ومن يتخذ إلهه هواه. وأيضاً قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( أبغض الرجال إلى الله الألدّ الخَصِمُ )، فالحديث الشريف يُشير إلى أن الله عزوجل يطرد من رحمته من هو خصيم مبين، مع التأكيد على وجوب عدم تشبيه كراهية وبغض الله عزوجل بكراهية وبغض البشر.

   ح) العلم: المراد المعنوي بصفة العلم هوأن الله عزوجل عليم بكل شيء بما كان ويكون وسوف يكون لأنه محيط بكل شيء ومُدبر كل شيء، قال تعالى (إنه هوالسميع العليم )، وقال تعالى (وما من دآبة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين)، مع التأكيد على وجوب عدم تشبيه علم الله عزوجل بعلم الإنسان.

   خ) الحياة والقيومية: المراد المعنوي بصفة الحياة هو أن الله عزوجل هو الحي حياة أزلية لأنه سبحانه وتعالى هو الأول ليس قبله شيء وهو الآخر الدائم بلا نهاية والرقيب على كل شيء، قال تعالى (هو الحي لآ إله إلا هو )، أما المراد المعنوي بصفة القيومية هو أن الله عزوجل هو الذي يستحق أن يُثق به ويُستعان به ويُعتمد عليه ويتوكل عليه في طلب القوة والعون على فعل الطاعات وترك المحرمات وجلب المنافع والأرزاق ودفع المضرات،لأنه سبحانه وتعالى هو القائم المستعان الكفيل الوكيل، مع التأكيد على وجوب عدم تشبيه حياة الله عزوجل وقيوميته بحياة وقيومية الإنسان.

   د) السمع والبصر: المراد المعنوي بصفة السمع والبصر هو أن الله عزوجل هو الملك العظيم مالك الملك يُدبرُ شؤون خلقه و ملكه كله وفق مشيئته وحكمته وعدله ورحمته ومغفرته، قال تعالى (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ).

   ذ) استواؤه على العرش: المراد المعنوي بإستواء الله سبحانه وتعالى على العرش العظيم، قال تعالى (الرحمن على العرش استوى )، وقال تعالى (ورب العرش العظيم)، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم ( ما السموات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وفضل العرش على الكرسي، كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة )، هو إظهار وإشعار الناس بعظمة الله الملك الخالق العظيم وعظمة مُلكه، لأنه كما هو مُتعارف بين الناس أن العرش هو مكان جلوس المَلك وعظمة العرش تدل على عظمة المَلك وعظمة مُلكه، لقوله تعالى (إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍوَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ)، فالآية الكريمة تُشير إلى عظمة مُلك بلقيس وهذا ظاهر في (وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ) وبالتالي عظمة عرشها وهذا ظاهر في (وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ)، ولله عزوجل المثل الأعلى. مع التأكيد على وجوب عدم تشبيه إستواء الله عزوجل على العرش كإستواء ملوك البشرعلى عروشهم لأن نفي تشبيه عرش الله بعروش ملوك البشر يُفيد نفي تشبيه إستواء الله عزوجل بإستواء البشر لأن العرش هو مكان جلوس المَلك، فعرش الله عزوجل من خلق الآخرة أما عروش البشر من خلق الدنيا وخلق الدنيا ليس له من خلق الآخرة إلا الأسماء،وفي الحديث القدسي عَنْ أبي هريرة، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ : (قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ :" أَعْدَدْتُ لِعِبَادِيَ الصَّالِحِينَ مَا لا عَيْنٌ رَأَتْ ، وَلا أُذُنٌ سَمِعَتْ ، وَلاخَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ).


   ر) الوجه: المراد المعنوي بصفة وجه ذات الله عزوجل هو الإشعار بعلو شأنه وكبريائه وتكبره سبحانه وتعالى عن صفات الخلق،قال تعالى ( ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام)، وقال تعالى (كل شيء هالك إلا وجهه)، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ وَكَلِمَاتِكَ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ ، إِنَّكَ تَكَشِفُ الْمَغْرَمَ وَالْمَأْثَمَ ، اللَّهُمَّ لا يُهْزَمُ جُنْدُكَ ، وَلايُخْلَفُ وَعْدُكَ ، وَلا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدِّ ، سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ)،وذلك لأن كرامة الإنسان من تكريم الوجه فمن كُرِم وجهه حُفظت كرامته ومن ساء وجهه أُهين لقوله عليه الصلاة والسلام (إِذَا ضَرَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَجْتَنِبِ الْوَجْهَ ، فَإِنَّ صُورَةَ الإِنْسَانِ عَلَى صُورَةِ الرَّحْمَنِ )، ولقوله تعالى (فإذا جاء وعد الآخرة ليسؤوا وجوهكم )، ولقوله تعالى (فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا)، مع التأكيد على وجوب عدم تشبيه وجه الله عزوجل بوجه الإنسان.


   ز) اليد: المراد المعنوي بصفة يد ذات الله عزوجل هو تشريف وتكريم المخلوقات التي خلقها الله عزوجل بيده ورفع منزلتها،قال تعالى (ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي)، وكذلك إظهار عنايته سبحانه وتعالى وإهتمامه بكل ما يُكتب بيده، وفي حديث المحاجة بين آدم وموسى عليهما السلام، أن آدم قال لموسى: ( أنت موسى اصطفاك الله بكلامه، وخط لك التوراة بيده)، و قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( لما قضى الله الخلق كتب كتاباً عنده: سبقت رحمتي غضبي، فهو عنده فوق العرش )، مع التأكيد على وجوب عدم تشبيه يد الله عزوجل بيد الإنسان.


   س) الأصابع: المراد المعنوي بصفةأصابع ذات الله عزوجل هو إظهار قدرته سبحانه وتعالى لأنه هو الملك العظيم القدير،قال تعالى (إن الله على كل شيء قدير)، وفي الحديث الشريف عن عَبْدُ اللّهِ ابن مسعود رضي الله عنه: ( أن يهودياً جَاءَ إِلِى الرَسوُلِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا محمدإِنّ اللّهَ يُمْسِكُ السّمَاوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ. وَالأَرَضِينَ عَلَىَ إِصْبَعٍ. وَالشّجَرَ عَلَىَ إِصْبَعٍ. وَالْخَلاَئِقَ عَلَى إِصْبَعٍ. ثُمّ يَقُولُ: أَنَا المَلِكُ فضَحِكَ الرسول صلى الله عليه وسلم حَتّىَ بَدَتْ نَوَاجِذُهُ. ثُمّ قَرَأَ: (وَمَا قَدَرُوا اللّهَ حَقّ قَدْرِهِ). مع التأكيد على وجوب عدم تشبيه أصابع الله عزوجل بأصابع الإنسان ووجوب عدم إفتراض إلتصاق أصابع ذات الله عزوجل بيده أوقدمه سبحانه وتعالى لأن ذلك يفيد تجسيد وتشبيه يد وقدم ذات الله عزوجل بيد وقدم الإنسان وهذا كفر (والعياذ بالله من هكذا قول).


   ش) القدم: المراد المعنوي بصفة قدم ذات الله عزوجل هو إظهارخضوع جهنم لإرادته سبحانه وتعالى وأمره عندما يضع قدمه عزوجل فيها قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( لا تزال جهنم يلقى فيها ، وتقول : هل من مزيد ؟ حتى يأتيها رب العالمين ، فيضع قدمه فيها فيزوي بعضها على بعض تقول : قط قط بعزتك وكرمك)، مع التأكيد على وجوب عدم تشبيه قدم ذات الله عزوجل بذات الإنسان.

   ص) الساق: المراد المعنوي بصفة ساق ذات الله عزوجل هو ملاءمة أو مناسبة السجود والحث عليه عندما يكشف سبحانه وتعالى عن ساقه، قال تعالى (يوم يُكشف عن ساق ويُدعون إلى السجود فلا يستطيعون)، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم ( يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ‏ومؤمنة ، ويبقى من كان يسجد رياءً وسمعة فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقاً واحداً )، وهذا المعنى مشابه لمعنى ملائمة حث قارئ القرآن على سجود التلاوة عند قراءته لفظ السجود أو الألفاظ المشتقة منه، مع التأكيد على وجوب عدم تشبيه ساق الله عزوجل بساق الإنسان.

   ثانياً: المراد من تشابه صفات ذات الله عزوجل في اللفظ مع صفات ذات الإنسان، كتشابه لفظ الوجه واليد والساق وغيرها هو من أجل غاية الخطاب وهنا أعطي مثال تقريبي، لو أراد مواطن عربي مخاطبة مواطن ألماني من أجل أن يصف له حيوان الجمل، فلو حاول العربي وصف الجمل بألفاظ عربية فإن الألماني سوف يعجز عن فهم تلك الصفات مما يعني أن العربي عليه أن يصف حيوان الجمل بألفاظ ألمانية كي يستطيع الألماني فهمها، مما يفيد أنه على المتحدث أن يخاطب المُخاطب بألفاظ يعرفها ولا يُنكرها ذلك المُخاطب. وهنا أود أن أذكر دليل من القرآن الكريم، قال تعالى (فيهما فاكهة ونخل ورمان )، وقال تعالى (وفاكهة مما يتخيرون )، وقال تعالى ( ولحم طير مما يشتهون)، وقال تعالى (ومآء مسكوب* وفاكهة كثيرة* لامقطوعة ولا ممنوعة)، فهذه الآيات الكريمة تصف بعض نعيم الجنة من فاكهة كثيرة ونخل ورمان زماء مسكوب ولحم طير شهي، وكما هو ظاهر فإنهذه الألفاظ هي مشابهة لألفاظ نظائرها الموجودة في الدنيا من نخل ورمان ولحم طير وغيرها، ولكن دلالة تلك الألفاظ الموصوفة في القرآن الكريم هي مخالفة لدلالة نظائرها الموجودة في الحياة الدنيا، لقوله عليه الصلاة والسلام في الحديث القدسي (قال الله تعالى: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ولا يعلمه ملك مُقرب ولا نبي مُرسل )، وقد قال ابن عباس رضي الله عنهما (ليس في الجنة شيء مما في الدنيا إلا الأسماء). فالحديث الشريف يُخبرنا بكل وضوح بأن نعيم الجنة هو ليس كمثله شيء من نعيم الدنيا، وقول ابن عباس رضي الله عنهما يُخبرنا أيضا بكل وضوح بأن نعيم الجنة ونعيم الدنيا مُتشابهان فقط في اللفظ دون التشابه في المعنى أو الدلالة مما يعني أن التشابه في اللفظ غايته وهدفه مخاطبة الناس بألفاظ يعرفونها ولا ينكرونها.

   وفي النهاية، نسأل ونرجو ونتوسل إلى الله الملك الخالق العظيم الذي ليس كمثله شيء والذي له الكبرياء والعظمة والمنزه عن كل نقص وعيب وعن صفات الخلق جميعا، أن يشغل قلوبنا به سبحانه وتعالى عن تلهية الدنيا الفانية الدنيئة حتى لا نخسر رحمته ومغفرته وحفظه لنا في الدنيا ونخسر درجات الجنة الرفيعة العالية، لقوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون )، فالآية الكريمة تُشير إلى أن الأموال والأولاد يجب أن لا تشغل المرء عن ذكر الله، وقد ذكر الله عزوجل الأموال والأولاد لأنها هي أغلى ما يملك المرء من متاع الدنيا فالأموال لا تُحصل إلا بطلب الرزق المصحوب بالكد والتعب والجهد، وكذلك طلب الأولاد لا يُنال إلا بطلب الزواج وبهم يستعين المرء على ضعفه وعجزه. أما ذِكرُ الله عزوجل فهو عام مجمله هو إنشغال القلب بالله عزوجل عن تلهية الدنيا مما ينشأ عنه إنشغال الجوارح بطاعة الله عزوجل وذكره من قول وفعل، فمن رحمته وفضله سبحانه وتعالى أنه جعل في أعمال المسلم في الحياة الدنيا ذكرٌ لله عزوجل، فعندما يأتي المرء أهله يقرأ دعاء الجماع ويُكتب له صدقة بالجماع، وعندما ينفق المرء على أهله بنية التقرب إلى الله عزوجل يُكتب له صدقة،وعندما يخلد إلى النوم يقرأ دعاء النوم، وعندما يستيقظ يقرأ دعاء الإستيقاظ، وحتى عندما يدخل ويخرج من الخلاء يقرأ دعاء دخول الخلاء ودعاء الخروج من الخلاء وغيرهامن الأدعية، فيكون في قراءته لهذه الأدعية إيمان وعبادة وذكر لله عزوجل لأن الدعاء فيه طلب الرحمة والمغفرة منه سبحانه وتعالى والإستعانة به والتوكل عليه عزوجل. ممايعني أنه إذا ما إقتدى المسلم بسنة الحبيب المصطفى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فإن قلبه سوف يبقى مشغولا بذكر الله عزوجل عن تلهية الدنيا. وأيضاً من محبة الله الملك الخالق العظيم الحبيب ومن محبة المصطفى الحبيب سيدنا محمد صلى الله عليهوسلم أن نستغفر لإخواننا المسلمين عامة والمؤمنين خاصة لأنهم يؤمنون بالله عزوجل ويحبونه سبحانه وتعالى ويتبعون رسالة النبي عليه الصلاة والسلام، رسالة الإسلام العظيم، ويحبونه عليه الصلاة والسلام، وذلك لقوله تعالى ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ)، ولقوله تعالى (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْكُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ )،ولقوله عليه الصلاة والسلام (من استغفر للمؤمنين وللمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة)، ولقوله عليه الصلاة والسلام ( مامِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ إِلَّا قَالَ الْمَلَكُ: وَلَكَ بِمِثْلٍ). أما الكافرين والمنافقين فلا نستغفر لهم لأن الله سبحانه وتعالى نهى الرسول صلى الله عليه وسلم أن يستغفر للمنافقين في قوله تعالى ( ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره)، كما أنه عزوجل نهى عن الإستغفار للكافرين في قوله تعالى (ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قُربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم). وإنما ندعو لهم بالهداية بمشيئة ورحمة الله عزوجل كما في قوله تعالى ( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين)، وكما في الحديث المرفوع عن أبي موسى، قال كان اليهود يتعاطسون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجاء أن يقول: يرحمكم الله، فكان يقول: يهديكم الله، ويصلح بالكم)، لأن الدعاء لهم بالهداية وتوبتهم ترضي الله سبحانه و تعالى بشدة كما في الحديث المرفوع عَنْ أبي هريرة، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ ، كَمَا يَفْرَحُ أَحَدُكُمْ بِضَالَّتِهِ إِذَا وَجَدَهَا )،مع الإحتفاظ بوجوب كراهيتنا للمنافقين لأنهم يخادعون الله ورسوله والمؤمنين ويصدون عن سبيل الله، ووجوب كراهيتنا للكافرين الأعداء لأنهم يكفرون بالله عزوجل ويُغضبوه ويتربصون بالمسلمين ويقاتلونهم ليصدوا عن سبيل الله أو ليردوهم عن دينهم ولأنه مباح لنا قتلهم لقتالهم ومعادتهم لنا وبما أن القتل يقتضي الكراهية فهذا يفيد وجوب كراهيتنا لهم، قال تعالى (إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ )، وكذلك وجوب عدم محبتنا للكافرين المسالمين لأنهم يكفرون بالله عزوجل ويُغضبوه سبحانه وتعالى فمحبة الكفار قد توصل إلى محبة الكفر ومحبة الكفر هي نقيض الإيمان لأنهما لا يجتمعان وفي نفس الوقت عدم وجوب كراهيتنا لهم لأنه ليس مباح لنا قتلهم لعدم مقاتلتهم لنا ومسالمتهم إيانا وكذلك عدم وجوب البر والإحسان إليهم فسبحانه وتعالى لا ينهانا عن البر والإحسان إليهم أي لايمنعنا من البر والإحسان إليهم ولكنه بنفس الوقت لا يأمرنا بالبر والإحسان إليهم ممايعني أن عدم الكراهية غير واجبة لأنه لو كان البر والإحسان إليهم واجب لتطلب ذلك وجوب عدم كراهيتهم فالبر والإحسان لا يجتمعان مع الكراهية في قلب الإنسان، قال تعالى (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

   المراجع:
   1) موقع إسلام ويب الإلكتروني.
   2) العقيدة في الله، تأليف أ.د. عمر الأشقر.
   3) موقع قاموس المعاني الإلكتروني.
















 الموضوع الأصلي : الإيمان بالله في الإسلام والنصرانية واليهودية //   المصدر : منتديات جيل التطوير // الكاتب: &BrInC EgYpT&



&BrInC EgYpT& ; توقيع العضو



المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كبار الشخصيات
الرتبه:
كبار الشخصيات
الصورة الرمزية
 
younes mer

البيانات
الجنس الجنس : ذكر
مشآرڪآتي مشآرڪآتي : 1447
 نقآطيّ ›› * نقآطيّ ›› * : 2333
السٌّمعَة السٌّمعَة : 0
الانظمام الانظمام : 10/12/2012
العمر العمر : 30
 
 

 

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
http://etuddz.7olm.org

 

موضوع: رد: الإيمان بالله في الإسلام والنصرانية واليهودية الإيمان بالله في الإسلام والنصرانية واليهودية  Emptyالثلاثاء يونيو 18, 2013 4:11 am






شكراا لك اخي
Rolling EyesRolling Eyes















 الموضوع الأصلي : الإيمان بالله في الإسلام والنصرانية واليهودية //   المصدر : منتديات جيل التطوير // الكاتب: younes mer



younes mer ; توقيع العضو



المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كبار الشخصيات
الرتبه:
كبار الشخصيات
الصورة الرمزية
 
KiShO

البيانات
الجنس الجنس : ذكر
مشآرڪآتي مشآرڪآتي : 1565
 نقآطيّ ›› * نقآطيّ ›› * : 1621
السٌّمعَة السٌّمعَة : 0
الانظمام الانظمام : 10/07/2013
العمر العمر : 27
 
 

 

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:

 

موضوع: رد: الإيمان بالله في الإسلام والنصرانية واليهودية الإيمان بالله في الإسلام والنصرانية واليهودية  Emptyالخميس يوليو 25, 2013 8:06 pm






شكراً لموضوعك
















 الموضوع الأصلي : الإيمان بالله في الإسلام والنصرانية واليهودية //   المصدر : منتديات جيل التطوير // الكاتب: KiShO



KiShO ; توقيع العضو



الإيمان بالله في الإسلام والنصرانية واليهودية

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

مواضيع مماثلة

-
» حسن الخلق من الإيمان
» إنها جنة الإيمان
» علامة نقصص الإيمان
» حقيقة الإيمان بالملائكة
» أفضل الإيمان الصَّبر والسَّماحة

مواضيع ذات صلة


الكلمات الدليلية (Tags)
http://www.a7larabnet.a7larab.net منتديات جيل التطوير

الــرد الســـريـع
..

هام جداً: قوانين المساهمة في المواضيع. انقر هنا للمعاينة
الرد السريع

خــدمات المـوضـوع
 KonuEtiketleri كلمات دليليه
الإيمان بالله في الإسلام والنصرانية واليهودية , الإيمان بالله في الإسلام والنصرانية واليهودية , الإيمان بالله في الإسلام والنصرانية واليهودية ,الإيمان بالله في الإسلام والنصرانية واليهودية ,الإيمان بالله في الإسلام والنصرانية واليهودية , الإيمان بالله في الإسلام والنصرانية واليهودية
 KonuLinki رابط الموضوع
 Konu BBCode BBCode
 KonuHTML Kodu HTMLcode
إذا وجدت وصلات لاتعمل في الموضوع او أن الموضوع [ الإيمان بالله في الإسلام والنصرانية واليهودية ] مخالف ,, من فضلك راسل الإدارة من هنا






الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء نوفمبر 26, 2024 10:12 am.