[center]يالله !
ما أجمل الوقوف خضوعاً وخنوعاً بين يديْ الله ..
نبثّ له مآسينا ، نبثّ له كلّ ما في قلوبنا ، يسمعنا بلا تضجّر ويُجيبُ دعائنا بلا تذمّر
يالله !

حينَ تُغلقُ كل الأبواب في وجهك، فتنظر شاخصاً ببصرك إلى السماء وتُردد :
وإن أُغلقتْ أبواب البشرُ الضعفاء ، فبابك يا رب السماء مفتوحٌ ابداً .. !

يالله !

حينَ تتطاير الكلمات من فاكَ للرحمن داعيةً ، حين تُسكَبُ الدموع من عيناكَ للرحمن طالبةً
حينَ تمتزجُ الآهاتِ بالأنّاتِ وترتفعُ المآذنَ في المساجدِ مُناديةً
حين تمتدّ الصلاةُ لوقت السَحر ، حين ينام كلّ البشرْ
وتقومَ أنتَ تدعو الرحمن في جوفِ الليل، فيالعَظمةِ المُسْتَقرْ ..

يالله !
إن الدموع تئن وهي في محاجرنا ، قبل أن تُذرف تئن



وتئن ، وتئن
وتقول بصوتٍ خاشعٍ مندثر :
يارب المستغفرين بالأسحار ، اغفر لنا كما غفرت لمن في الحوت حينما ترك الديار

يا رباه !
إنّا مُصابون بخدَرِ هذه الدنيا ، وزيفها ، وكذبها ، ونعيمها الفانِ الزائل المندثر .
فانزع يا إله التائبين كل عاطفةٍ تمرّدت
فكانت لهذه الدنيا ، ولنعيمها المندثر
انزعها يا إلهنا ، واكتنفنا بعفوك اللا المندثر
برحمتك التي وسعتْ كل أمَدْ .
أوّاه ، يارب الحالمين ، لو أن لنا قلوباً كالأشجْ !