[center]
بسم الله الرحمن الرحيم
الإهتمام باختيار الأم.

إهتمت شريعة الإسلام بالإنسان من قبل أن يولد وذلك بالإختيار الجيد سواء من ناحية الأب أو الأم .

1- اختيار الزوج

جاء في الحديث الشريف : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض .
رواه ابن ماجه عن أبي هريرة.

وقال تعالى في سورة القصص :

قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يٰأَبَتِ ٱسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ ٱسْتَأْجَرْتَ ٱلْقَوِيُّ ٱلأَمِينُ – 26
قَالَ إِنِّيۤ أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ٱبْنَتَيَّ هَاتَيْنِ
عَلَىٰ أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ
عِندِكَ وَمَآ أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ
اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ - 27

إنها وأختها تعانيان من رعي الغنم، ومن مزاحمة الرجال على الماء ، ومن
الاحتكاك الذي لا بد منه للمرأة التي تزاول أعمال الرجال . وهي تتأذى
وأختها من هذا كله , وتريد أن تكون امرأة تأوي إلى بيتها , والمرأة العفيفة
الروح ، النظيفة القلب ، السليمة الفطرة ، لا تستريح لمزاحمة الرجال ،
ولا للمجهود والمشقة الناشئة من هذه المزاحمة ...

وها هو ذا شاب قوى أمين. رأت من قوته ما يهابه الرعاء فيفسحون له الطريق
ويسقي لهما . ورأت من أمانته ما يجعله عف اللسان والنظر حين توجهت لدعوته
....

فهي تشير على أبيها باستئجاره ليكفيها وأختها مؤنة العمل والاحتكاك والجهد .
وهو قوي على العمل ، أمين على المال . فالأمين على العرض هكذا أمين على
ما سواه ....

فالعفة تتضح في التصرف العادي البسيط بلا تكلف ولا اصطناع ..

واستجاب الشيخ لاقتراح ابنته. ولعله أحس من نفس الفتاة ونفس موسى ثقة متبادلة ، وميلاً فطرياً سليماً ، صالحاً لبناء أسرة ...

وهكذا يتم إختيار الأب لزوج إبنته على معاير بدنية وأخلاقية...

********

2- اختيار الزوجة

هذا عن جانب إختيار الزوج , ولا يقل أهمية اختيار الزوجة...فإنها الحاضنة المربية للأجيال ...

جاء في الحديث الشريف , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تنكح المرأة لأربع : لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك .
الراوي: أبو هريرة - المصدر: صحيح البخاري

قال تعالى في سورة النساء الآية 34 :

فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ

فهذا هو الأصل في المؤمنة الطاهرة العفيفة التي تؤتمن على تربية الأجيال
المنوط بهم حماية البلاد من التخلف والفساد بجانب الدفاع عنها من أي إعتداء
خارجي .

وقال تعالى :
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ
أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ
مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ –
21 الروم


أي جعل بين المرأة وزوجها محبة وشفقة , وسكينة تنعكس بدورها على تربية
أولادهم, وفي هذا المناخ الذي يتنسمون فيه عبير المودة والرحمة ,
والعبودية لله وحده. لا تخضع رقابهم إلا لله , فهم أحرار رحماء فيما بينهم ,
ويحملون تلك الحرية والرحمة لمن حولهم من العالمين..

وقد كانت المودة والرحمة من أهم المبادئ في المعاملات الإسلامية , فمن
المعلوم أن تلك المبادئ تنعكس على كل المجتمع الإيماني والكل يسعد بها ..
فالرجل إن كان سعيدا في بيته انعكس ذلك على سلوكه بين الناس في الشارع وفي
العمل , فتراه مهذبا مبتسما عطوفا متعاونا بين زملاءه , يعامل من تحت يده
من العاملين برحمة مع عدم التفريط .

أما إذا رأيت شخصا عابس الوجه جبارا نكدا ظالما لمن تحت يديه من العاملين , فيكون غالبا ما يعاني في بيته من عدم المودة والرحمة.

وكذلك المرأة إن كانت سعيدة في بيتها إنعكس ذلك بالضرورة على سلوكها بين أبناءها وجيرانها وزملاءها في العمل .

ولذلك جعل الله تعالى المودة والرحمة هي أساس بناء الأسرة المؤمنة.
ولا يتحقق ذلك إلا بالإختيار السليم على المعاير الإيمانية كما حددها لنا الإسلام..

وبذلك يتفرغ الإنسان للتفكر في متطلبات الحياة والتقرب إلى الله بعمل
الصالحات وأداء الفرائض وتربية الشباب , دون الإنشغال في مشاكل تافهة
يصنعها الشيطان للتفريق بين الأسر وشل حركة الحياة في المجتمع بين المحاكم
وقضاية الأسرة, بين طلاق وخلع ونفقة وحضانة وغيرها..

ويعود بنا الحديث عن مكانة المرأة في الإسلام . حيث العناية بها وتكريمها , وروي عن أمير المؤمنين" علي بن أبي طالب" كرم الله وجهه :
ما أكرم النساء إلا كريم ، و لا أهانهن إلا لئيم.

********

وهكذا نجد إهتمام الشريعة الإسلامية بإختيار كلا الزوجين على معاير إيمانية
محددة تصون الحياة الزوجية داخل الأسرة وتعمل على التهيئة السليمة لتربية
الشباب ...

********