[center]أهمية الرياضة للشباب

اليوم نتحدث بعون الله تعالى عن إهتمام الإسلام بالرياضة وسلامة البنيان الجسدي للشباب.
فالعقل السليم في الجسم السليم.


********

1 – فوائد الرياضة للشباب

إِنَّ خَيْرَ
مَنِ ٱسْتَأْجَرْتَ ٱلْقَوِيُّ ٱلأَمِينُ -26 القصص


كل التكليفات وجميع الأعمال تحتاج إلى قوة بدنية , والقوة البدنية تحتاج
إلى قوة إيمانية ترشدها وتدعمها , فالقلب المؤمن بمثابة قائد السيارة . فهو
يقود ذلك الجسد في الإتجاه الصحيح , حيث يستخدم جميع قواه في أوجه الخير
والنفع له ولمن حوله من البشر.

وبناءا على ذلك يجب أن نوفر لشبابنا وسائل الأنشطة التي تدعم تقوية البنية
الجسدية .. وفي نفس الوقت مكافحة كل وسائل الهدم لذلك البنيان.
مثل مكافحة المخدرات والتدخين وأوكار الفساد التي تقدم الخمور والفجور
...فكل هذه معاول هدم لايستطيع معها الشباب بناء أي أمجاد أو حضارات لنفسه
أو لأمته..

فجميع الأعمال تحتاج إلى مهارات وتدريبات ومعانة ومكابدة , وكل ذلك لا يتأتى من أجساد هزيلة وعقول مغيبة ..

فوجب العمل على دعم الجانب الرياضي وتفعيله وتقديم الأغذية اللازمة للشباب ,
ثم إستثمار عطلات نهاية العام الدراسي في دورات رياضية مكثفة في جميع
الأنشطة..

********

2 - علاقة الرياضة بالأخلاق

ففي الحديث الشريف : قال صلى الله عليه وسلم
ليس الشديد بالصرعة ، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب..
الراوي: أبو هريرة - المصدر: صحيح البخاري

وكما ذكرنا سابقا فإن قلب المؤمن بما يحمله من مبادئ وقيم هي التي تحدد مسارات الإنفعالات لديه ..

قال تعالى في سورة أل عمران :
وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ
وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ
- 133 الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ
وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ - 134


﴿
والكاظمين الغيظ
﴾ أي : إذا حصل لهم من غيرهم أذية توجب غيظهم - الموجب للانتقام بالقول
والفعل - فلا يعملون بمقتضى الطباع البشرية ، بل يكظمون ما في القلوب من
الغيظ ، ويصبرون عن مقابلة المسيء إليهم. وهو مايسمى في عصرنا بالروح
الرياضية .
﴿
والعافين عن الناس
﴾ يدخل في العفو عن الناس، العفو عن كل من أساء إليك بقول أو فعل ،
والعفو أبلغ من الكظم ، لأن العفو ترك المؤاخذة مع السماحة عن المسيء ،
وهذا إنما يكون ممن تحلى بالأخلاق الجميلة ، وتخلى عن الأخلاق الرذيلة ،
وممن تاجر مع الله ، وعفا عن عباد الله رحمة بهم ، وإحسانا إليهم ، وكراهة
لحصول الشر عليهم ، وليعفو الله عنه ، ويكون أجره على ربه الكريم....


***********

3 - مشاهدة المباريات

ففي الحديث عن السيدة عائشة رضي الله عنها :
كان الحبش يلعبون بحرابهم فسترني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أنظر ، فما زلت أنظر حتى كنت أنا أنصرف ..
المصدر: صحيح البخاري

إن مشاهدة الرياضة متعة للمشاهدين لها , ولكن أذكر الشباب بأن الرياضة
أخلاق أولا وقبل كل شئ, ولا يصح أن تتحول الأندية الرياضية إلى عقائد
تتصارع من دونها الشباب ويموت فدائها المشجعون ..
فالهدف من المشاهدة بجانب المتعة أن تتعلم كيف تمارس الرياضة التي هي بناء للجسم وليس التعصب للنادي بعينه..


************

4 - دور الرياضة في نشر الدعوة

إن الإنسان يتعلق وينبهر بالقوة وقد يدعوه ذلك بالإقتادأ بذلك القوي وخاصة إن كان ذو خلق وذو دعوة وحامل لرسالة ربه إلى العالم..

فقد ورد في الحديث الشريف عن ابن عباس رضي الله عنه قال :

جاء يزيد بن ركانة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ثلاثمائة من الغنم فقال : يا محمد هل لك أن تصارعني ؟

قال وما تجعل لي إن صرعتك ؟

قال : مائة من غنمي.

فصارعه النبي صلى الله عليه وسلم فصرعه.

ثم قال : يا محمد هل لك في العود ؟

قال : وما تجعل لي إن صرعتك ؟

قال : مائة أخرى.

فصارعه النبي صلى الله عليه وسلم فصرعه.

ثم قال : يا محمد هل لك في العود ؟

قال : وما تجعل لي ؟

قال مائة من الغنم.

فصارعه النبي صلى الله عليه وسلم فصرعه.

ثم قال يزيد بن ركانة يا محمد : ما وضع ظهري إلى الأرض أحد قبلك وما كان
أحد أبغض إلي منك ، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله ، وإنك رسول الله ..
فقام عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ورد عليه غنمه ..
الراوي: عبدالله بن عباس
المصدر: إرشاد الفقيه - ابن كثير
خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد

وهكذا نجد أن القوة مدخل إلى قلوب الناس ..فيجب على أمة تريد النهوض
والتحضر أن تهتم بالرياضة لحماية شبابها من الإنحراف .. ونتذكر قول نبينا
صلى الله عليه وسلم :


المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف .

وفي كل خير . احرص على ما ينفعك واستعن بالله . ولا تعجز . وإن أصابك شيء
فلا تقل : لو أني فعلت كان كذا وكذا . ولكن قل : قدر الله . وما شاء فعل .
فإن لو تفتح عمل الشيطان ..

الراوي: أبو هريرة - المصدر: صحيح مسلم
خلاصة حكم المحدث: صحيح

********